إعداد وتقديم : إيناس أبو سيف
( الحلقة 54)
والآن سنبدأ فى قوله تعالى(فى قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون)
فالله سبحانه وتعالى شبه ما فى قلوب المنافقين بأنه مرض والمرض يورث السقم فكأن قلوبهم لا تملك الصحة الإيمانية التى تحيى القلب فتجعله قويا شابا ولكنها قلوب مريضة
-لماذا كانت مريضة؟
لقد اتعبها النفاق واتعبها التنافر مع كل من حولها وأحست أنها تعيش حياة ملؤها الكذب فاضطراب القلب
جعله مريضا ولا يمكن أن يشفى إلا بإذن الله وعلاجه هو الإيمان الحقيقى الصادق ذلك الذى يعطيه الشفاء
والله سبحانه وتعالى يقول:( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا)٨٢ الإسراء
-إذا فالإيمان والقرآن هما شفاء القلوب كلاهما بعيد عن قلوب هؤلا المنافقين فكأن المرض يزداد فى قلوبهم مع الزمن والله سبحانه وتعالى بنفاقهم وكفرهم يزيدهم مرضا وهذه هى الصفة الثالثة للمنافقين
-أنهم اصحاب قلوب مريضة سقيمة لا يدخلها نور الإيمان ولذلك فهى قلوب ضعيفة ليس فيها القوة اللازمة لمعرفة الحق وهى قلوب خائفة من كل ما حولها
مرتعبة فى كل خطواتها مضطربة بين ما فى القلب وما على اللسان
-والمريض لا يقوى على شئ وكذلك هذه القلوب لا تقوى على قول الحق ولا تقوى على الصدق ولا ترى ما حولها تلك الرؤية التى تتناسب وتتفق مع فطرة الإيمان التى وضعها الله سبحانه وتعالى فى القلوب
-ولذلك اذا دخل المنافقون فى معركة فى صفوف جيش المسلمين فأول ما يبحثون عنه هو الهرب من المعركة يبحثون عن مخبأ يختفون فيه او مكان لا يراهم فيه أحد والله سبحانه وتعالى يصفهم بقوله:(لو يجدون ملجئا أو مغارات أو مدخلا لولوا إليه وهم يجمحون) ٥٧التوبة
لماذا؟لأنهم أصحاب قلوب مريضة لا تقوى على شئ ومرضها يجعلها تهرب من كل شئ وتختفى وليت الامر يقف عند هذا الحد ولكن ينتظرهم فى الآخرة عذاب أليم غير العذاب الذى عانوه من قلوبهم فى الدنيا
فبما كانوا يكذبون على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم ينتظرهم عذاب اليم أشد من عذاب الكافرين والله سبحانه وتعالى يقول:(إن المنافقين فى الدرك الأسفل من النار)١٤٥النساء
وغدا سنبدأ فى الخواطر حول قوله تعالى:(وإذا قيل لهم لا تفسدوا فى الارض قالوا إنما نحن مصلحون)

