-->
U3F1ZWV6ZTM4NzkwMzQ5ODA4X0FjdGl2YXRpb240Mzk0NDExNDQwNzM=
الاتحاد
random
أخبار ساخنة

وقفات لخواطر الامام في بعض آي القرآن (وإن كُنتُم فى ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كُنتُم صادقين)


 إعداد و  تقديم  : إيناس أبو سيف
                                   ( الحلقة ٧٢)

ما زلنا فى الخواطر حول قوله تعالى:(وإن كُنتُم فى ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كُنتُم صادقين)
ثم يأتى التحدى من الله سبحانه وتعالى (فأتوا بسورة من مثله)
والمطلوب أن يأتى العرب بسورة من مثل ما جاء به القرآن الكريم 
الشهود الذين يطلب الله دعوتهم هم شهود ضعفاء شهود من البشر وليست شهادة من الله بالغيب 
والله سبحانه وتعالى وضع فى هذه الآية معظم الشكوك لنفحصها ولنصل فيما بعد ذلك الى جوهر الإعجاز القرآنى 
-والحق سبحانه وتعالى تدرج فى التحدى مع الكافرين فطلب منهم أن يأتوا بمثل القرآن ثم طلب عشر سُوَر مثله تم تدرج فى التحدى فطلب سورة واحدة 
-والنزول فى التحدى من القرآن كله إلى عشر سُوَر إلى سورة واحدة دليل ضد من تحداهم فلا يستطيعون ان يأتوا بمثل القرآن فيقول:إذا فأتوا بعشر سُوَر فلا يستطيعون ويصبح موقفهم مدعاة للسخرية فيقول: فأتوا بسورة وهذا منتهى الاستهانة بالذين تحداهم الله سبحانه وتعالى وإثباتا لأنهم لا يقدرون على شئ 
-وكلمة مثل
معناها أن الحق سبحانه وتعالى يطلب المثيل ولا يطلب نص القرآن وهذا إمعان وزيادة فى إظهار عجز القوم الذين لا يؤمنون بالله ويشككون فى القرآن 
-وقوله تعالى:(وادعوا شهداءكم)
معناها أن الله سبحانه وتعالى زيادة فى التحدى يطالبهم بأن يأتوا هم بالشهداء ويعرضوا عليهم الآية ليحكم هؤلاء الشهود إذا كان ما جاءوا به مثل القرآن أم لا 
-أليس هذا إظهار منتهى القوة لله سبحانه وتعالى لأنه لم يشترط شهداء من الملائكة ولا شهداء من الذين اشتهر عنهم الصدق وأنهم يشهدون بالحق بل ترك الحق سبحانه لهم أن يأتوا بالشهداء وهؤلاء الشهداء لن يستطيعوا أن يشهدوا أن كلام هؤلاء المشككين يماثل سورة من القرآن 
الله سبحانه وتعالى طلب منهم أن يأتوا بأى شهداء متحيزين لهم وأطلقها سبحانه وتعالى على كل اجناس الارض فقال :(من دون الله إن كُنتُم صادقين)
ولكن إياكم أن تقولوا يشهد الله بأن ما جئنا به مثل القرآن لأنكم تكونون قد كذبتم على الله وأدعيتم شيئا لم يقله سبحانه وتعالى
-ولكن ما معنى قوله تعالى:إن كُنتُم صادقين)؟
صادقين فى ماذا؟وما هو الصدق؟
-الصدق يقابل الكذب والصدق والكذب كل منهما  نسبى 
كلنا يعلم أن هناك كلاما غير مفيد فإذا قلت محمد وسكت فمن يسمعك سيسألك ماذا تقصد بقولك محمد؟
وسؤاله دليل على أنه لم يستفد شيئا ولكنه لو سألك من عندك؟وأجبت محمد فكأنك تخبره بأن عندك محمدا وهذه كلمة واحدة لكنك فهمتها بالمعنى الذى أخذته من كلام السائل
إذا فلا تقل كلمة واحدة ولكن قل كلاما مفيدا إذا فالكلام المفيد هو الذى يسكت السامع عليه 
-وكل متكلم قبل ان ينطق بالكلام يكون عنده نسبة ذهنية لما سيقول يعبر عنها بنسبة كلامية ولكن هناك نسبة خارجية لما يقول تمثل الواقع
أى أنك لو قلت محمد مجتهد فلابد أن يكون هناك شخص اسمه محمد ولابد أن يكون مجتهدا فعلا لتتطابق 
النسبة الكلامية مع النسبة الواقعية فإذا لم يكن هناك شخص اسمه محمد أو كان هناك شخص اسمه محمد ولكنه ليس مجتهدا فإن النسبة الكلامية تخالف النسبة الواقعية
-والصدق أن تتطابق النسب الكلامية والنسب الواقعية 
والكذب ألا تتطابق النسبة الكلامية مع النسبة الواقعية هذا المفهوم ضرورة لعرض معنى الآية الكريمة 
-إذا فقوله تعالى:(صادقين)أى أن تتطابق النسب الكلامية التى ستقولونها مع نسبة واقعية تستطيعون أن تدللوا عليها فإن لم يحدث ذلك فأنتم كاذبون 
فالله سبحانه وتعالى يريد منكم الدليل على صدقكم
وغدا بإذن الله سنبدأ فى الخواطر حول قوله تعالى:(فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التى وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين)
الاسمبريد إلكترونيرسالة