إعداد وتقديم: إيناس أبو سيف
(الحلقة 14)
مازلنا في الخواطر حول (مالك يوم الدين)
من عدل الله سبحانه وتعالى أن هناك يوما للحساب لأن بعض الناس الذين ظلموا في الأرض ربما يفلتون من عقاب الدنيا هل هؤلاء الذين أفلتوا في الدنيا من العقاب هل يفلتون من عدل الله؟ أبدا لن يفلتوا بل انهم انتقلوا من عقاب محدود الى عقاب خالد
وأفلتوا من العقاب بقدرة البشر في الدنيا إلى عقاب بقدر ةالله تبارك وتعالى في الآخرة
لذلك لابد من وجود يوم يعيد الميزان فيعاقب فيه كل- من أفسد في الأرض وأفلت من العقاب
بل إن الله سبحانه وتعالى يجعل إنسانا يفلت من عقاب الدنيا فلا تعتقد أن هذا خير له بل هو شر له لانه أفلت من عقاب محدود إلى عقاب أبدى
والحمد الكبير لله لانه مالك يوم الدين وهو وحده الذي- سيقضي بين خلقه سبحانه وتعالى يعامل خلقه جميعا معاملة متساويه وأساس التقوى هو يوم الدين
وقبل أن نتكلم عن قول الحق تبارك وتعالى( إياك نعبد وإياك نستعين) لابد أن نتحدث عن قضية هامه فهناك نوعان من الرؤية
-الرؤية العينية والرؤيه الإيمانية اى بالقلب وكلاهما مختلف عن الآخر—
فرؤية العين هى ان يكون شي أمامك تراه بعينيك وهذه ليست فيها قضية ايمان فلا تقول إنني أؤمن بانني أراك أمامي لأنك تراني فعلا ما دمت تراني فهذا يقين
ولكن الرؤية الإيمانية هى ان تؤمن كأنك ترى ما هو غيب أمامك وتكون هذه الرؤيا أكثر يقينا من رؤية العين لانه رؤية ايمان ورؤية بصيرة وهذه قضية مهمه جدا
وقد روى عمر بن الخطاب قال بينما نحن عند رسول- الله- صلى الله عليه وسلم ذات يوم يطلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه من أحد حتى جلس إلى النبي فاسند ركبتيه إليّ ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال يا محمد أخبرني عن الإسلام أخبرني عن الإسلام فقال رسول الله صلى وسلم الإسلام أنت تشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاةوتؤتى الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا قال صدقت فعجبنا له يسأله و يصدقه وقال فأخبرني عن الإيمان قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره قال صدقت قال فأخبرني عن الإحسان قال أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك قال فأخبرني عن الساعة قال ما المسؤول عنها بأعلم من السائل قال فأخبرني عن أماراتها؟ ان تلد الامه ربَّتها وترى الحفاه العراه رعاء الشاه يتطاولون فى البنيان قال: ثم انطلق فلبثت مليا ثم قال له النبي يا عمر تدري من السائل قلت الله ورسوله اعلم قال فإنه جبريل اتاكم يعلمكم دينكم
وقول رسول الله صلى الله يسلم أن تعبد الله كأنك تراه- فإن لم تكن تراه فإنه يراك هو بيان للرؤية الإيمانية في النفس المؤمنة فالإنسان حينما يُؤْمِن لابد أن يأخذ كل قضايا ه برؤية إيمانية حتى إذا قرأ عن الجنة فكأنه يرى أهل الجنه وهم ينعمون وإذا قرأ آية عن أهل النار اقشعر بدنه وكأنه يرى أهل النار وهم يعذبون