إعداد وتقديم: إيناس أبو سيف
(الحلقة 15)
ما زلنا فى الخواطر حول (مالك يوم الدين) عن قضية الرؤية الإيمانية للمؤمن
-في ذات يوم شاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد صحابته وكان اسمه حارثة
فقال له :كيف أصبحت يا حارثة
فقال؛ أصبحت مؤمنا حقا
قال الرسول: انظر ماذا تقول فإن لكل قول حقيقة فما حقيقة إيمانك؟
قال حارثة عزفت نفسي عن الدنيا فأسهرت ليلى
واظمأ ت نهارى و كأني أنظر إلى عرش ربي بارزا وكاني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها وكأني أنظر إلى أهل النار يتضاغون فيها أي يتصايحون فيها
قال النبي صلى الله عليه وسلم يا حارثة عرفت فالزم —نجد أن الحق سبحانه وتعالى وهو يخاطب الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله( ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل)
ياخذ بعض المستشرقين هذه الآية في محاولة للطعن في القرآن الكريم في قوله تعالى( ألم تر) ورسول الله صلى الله عليه وسلم ولدا في عام الفيل انه لم يرى لانه كان طفلا عمره ايام او شهور
لو قال الله سبحانه وتعالى الم تعلم لقلنا علم من غيره فالعلم تحصل عليه أنت او يعطيه لك من علمه أي علمك غيرك من البشر
ولكن الله سبحانه وتعالى قال (ألم تَر)
-نقول أن هذه قضية من قضايا الإيمان فما يقول الله سبحانه وتعالى هو رؤيا صادقه بالنسبة للإنسان المؤمن فالقرآن هو كلام متعبد بتلاوته حتى قيام الساعة
وقول الله( ألم تر)معناها ان الرؤية مستمرة لكل مؤمن بالله يقرأ هذه الآية
فما دام الله تبارك وتعالى قال( الم تر) فأنت ترى بإيمانك ما تعجز عينك أن تراه هذه هي الرؤية الإيمانية
وهى أصدق من رؤية العين لأن العين قد تخدع صاحبها ولكن القلب المؤمن لا يخدع صاحبه أبدا
وهكذا نكون قد انتهينا من( مالك يوم الدين) وغدا بإذن الله سنكمل( إياك نعبد )(وإياك نستعين).

