إعداد وتقديم إيناس أبو سيف
(الحلقة 17)
سنبدأ فى الخواطرحول( إياك نعبد)
-و عندما تقرأ قوله تعالى (إياك نعبد) فالعبارة هنا تفيد الخصوصية
- بمعنى إنني إذا قلت لإنسان إنني سأقابلك فقد أقابله وحده وقد أقابله مع جمع من الناس
ولكن إذا قلت إياك سأقابل فمعنى ذلك أن المقابلة ستكون خاصة
-والحق سبحانه وتعالى حين قال (إياك نعبد) قصر العبادة على ذاته الكريمة لانه لو قال
نعبدك وحدك فهى لا تؤدى نفس المعنى لانه قد يقول قائل نعبدك وحدك و معك كذا وكذا
ولكن إذا قلت إياك نعبد وقدمت
( إياك) تكون قد حسمت الأمر بأن العبادة لله وحده فلا يجوز العطف عليها
-فالعبادة خضوع لله سبحانه وتعالى بمنهجه افعل ولا تفعل
-ولذلك جعل الصلاة أساس العبادة والسجود هو منتهى الخضوع لله لأنك تأتي بوجهك الذي هو أقرب شي فيك وتضعه على الأرض عندموضع القدم فيكون هذا هو منتهى الخضوع لله ويتم هذا أمام الناس جميعا في الصلاة لإعلان خضوعك لله أمام البشر جميعا
-و يستوي في العبودية الغني والفقير والكبير والصغير حتى يطرد كل منا الكبر والاستعلاء من قلبه أمام الناس جميعا
فيساوي الحق جل جلاله بين عباده في الخضوع له و في إعلان هذا الخضوع
- وقول الحق سبحانه وتعالى( إياك نعبد) تنفي العبودية لغير الله أي لا نعبد غير الله ولا يعطف عليه أبدا
إذا( إياك نعبد)اعطت التخصيص العبادة لله وحده لا إله غيره ولا معبود سواه
وعلينا أن نلتفت إلى قوله تبارك وتعالى ( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون ) (٢٢)الانبياء-وهكذا فإننا عندما نقول( الحمد لله) فإننا نستحضر موجبات الحمد وهي نعم الله الظاهرة وباطنة وحين نقول( رب العالمين )نستحضر نعم الربوبية في خلقه وإخضاع, كونه وحين نقول ( الرحمن الرحيم) فإننا نستحضر الرحمة والمغفرة ومقابلة الإساءة بالإحسان وفتح باب التوبة وحين نقول (مالك يوم الدين) نستحضر يوم الحساب وكيف أن الله تبارك وتعالى سيجازيك على اعمالك فإذا استحضرنا هذا كله نقول إياك نعبد أي أننا نعبد الله وحده
إذا عرفنا المطلوب مناوهو العبادة
وغدا سنكمل الخواطر حول( إياك نعبد )بإذن الله تعالى