سنتحدث في هذه الحلقة عن جمال الدين الأفغاني المولود عام 1838 وعلاقته بوالد حسن البنا والماسونية ويعد جمال الدين الأفغاني أحد الأعلام البارزين في مصر والعالم الإسلامي ومن أبرز أعلام الفكر الديني المتجدد، إذ اعتبره البعض أنه من أهم زعماء الإصلاح الديني وتغيير عقلية المسلمين في العصر الحديث، وكان الشيخ محمد عبده من أبرز تلاميذه وتطورت علاقته به حيث اشتركا في «جمعية مصر الفتاة»التي كانت تنادي بالحريات المدنية والسياسية وبالعدل والمساواة بين المواطنين أمام القانون بصرف النظر عن انتماءاتهم الدينية والقومية.
كما أقاما سوياً في فرنسا بعد إبعادهما من مصر بسبب خلافات سياسية، وأصدرا هناك مجلة «العروة الوثقى» عام 1884 والممولة من الحكومة الفرنسية وموجهة للدول العربية وتدعو للتضامن الإسلامي والجامعة الإسلامية وتبشر بالتجديد والإصلاح، ولكنها توقفت بعد فترة وجيزة بسبب منع استقبالها في الدول العربية.
وعرف عن الأفغاني في الفترتين اللاتي أقام فيهما في مصر ما بين 1871 حتى 1879 بأنه مسلم صوفي وكانت خطبه تلقى رواجاً جماهيرياً، ولكن ظلت كتاباته موضع خلاف من قبل العلماء الدارسين الذين انقسموا إلى قسمين :
أحدهم يفيد بسنية الأفغاني والآخر يفيد بأنه شيعي، فهو بلا شك شخصية عجيبة بالغة الغموض ومثيرة للجدل في جميع المراجع التي تطرقت إلى حياته وفكره وتاريخه، فلا أحد يعلم تحديداً أين ولد؟،
هل كان ذلك في أسعد آباد بالقرب من كابل في أفغانستان أم في أسد آباد في إيران، إذ يقول كارل بروكلمان في كتابه «تاريخ الشعوب الإسلامية» إن الأفغاني نسب نفسه إلى أفغانستان لأسباب سياسية، والقصد من ذلك على الأرجح حتى لا يشك الناس في مذهبه، إضافة إلى لقبه الحقيقي فهو غير معروف، فلديه سلسلة من الألقاب (الأسدي، الأفغاني، الكابلي، الإستانبولي، الرومي، الحسيني، الطوسي.. إلخ)، والحقيقة أن الباحثين لم يصلوا إلى شيء ثابت عن مرحلة نشأته وشبابه في الفترة ما بين 1839 إلى 1869، فهي لا تزال غامضة وموضع خلاف.
والى لقاء فى الحلقة القادمة ان شاء الله

