في الوقت الذي يواجه فيه العالم تلك الجائحة المسماه بفيروس كورونا وما يستتبعه من آثار صحية ونفسية واجتماعية واقتصادية علي الجميع كانت مصر ولا تزال هي الدولة الوحيدة التي تواجه بمفردها فيروس من نوع آخر هذا الفيروس كان ولا يزال هو الأخطر علي مر التاريخ ألا وهو فيروس الإرهاب الغاشم ولو أن دول العالم تكاتفت جميعها كما تتكاتف الآن لمواجهة فيروس كورونا لانتهي الإرهاب من العالم لكن قدر الله ولا راد لقدره أن تبقي مصر وحدها في ذلك الخندق تدافع عن نفسها وعن أبنائها بل وتحارب الإرهاب نيابة عن العالم أجمع . ففي الوقت الذي لانت فيه القلوب واتجهت لعلام الغيوب ليرفع الغمة عن مصر وسائر الإنسانية ويكشف عنا جميعا ذلك البلاء إلا أنه مازالت هناك قلوب عمياء متحجرة لا تري إلا الضغينة والبغضاء . قلوب راعها ما حققته مصر وما تحققه بفضل الله وبفضل قيادتها الواعية فآلت علي نفسها أن ترفع راية العداء لكل ما هو مصري حتي تسكن الحزن في قلوب المصريين وقد فعلت فلقد تابعنا بالأمس بخوف وبهلع شديد علي إخواننا بمنطقة الأميرية وعلي إخواننا وأبنائنا من قوات الشرطة المصرية تلك المواجهة التي جرت بين أبنائنا الأبطال وبين أذيال الخسة والفجور والتي انتهت باقتحام وكرهم وقتلهم جميعا ونتج عنها أيضا إستشهاد البطل المقدام المقدم محمد فوزي الحوفي ليلحق بسابقيه من شهداء مصر الأبرار ولتظل شجرة الشهداء تنمو في الأفق أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها . ونحن إذ نزف اليوم البطل الشهيد إلي الجنة ودموعنا تنثال علي وجناتنا إلا أننا وبعزم لم ولن يلين ماضون قدما في استئصال شجرة الحنضل من جذورها ولن نترك أبدا ثأرنا ثأر أبنائنا وإخواننا ولو استشهدنا جميعا واحدا بعد آخر . وهذا قدرنا فلقد أخبر رسول الله صلي الله عليه وسلم عن مصر بأن أهلها في رباط إلي يوم القيامة والرباط هو التأهب الدائم للقتال ونحن في حالة حرب دوما إما مع مستعمرين وإما مع محتلين غاصبين لأراضينا وإما لتكفيريين بدعيين يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية . وستظل مصر في أمن الله وأمانه وضمانه إلي يوم القيامة وستظل هي الدرع والحصين الأمين لكل العرب مهما حاول المغرضون إضعافها ونحن إذ نقول هذا الكلام علي يقين كامل بأن البطل الشهيد بإذن الله تعالي المقدم محمد فوزي الحوفي لن يكون آخر الشهداء الذي يروون بدمائهم أرض مصر الطيبة الطاهرة بل إننا جميعا علي استعداد لأن نقدم أرواحنا فداء لوطننا الحبيب فنحن ولله الحمد لا نهاب الموت لأننا خير أجناد الأرض بشهادة سيد المرسلين صلي الله عليه وسلم
رحم الله البطل الشهيد وأسكنه منازل الأبرار وألهم أهله جميعا الصبر والسلوان وحفظ الله مصر من كيد الكائدين وحقد الحاقدين وجعلها في أمنه وأمانه إلي يوم الدين.

