-->
U3F1ZWV6ZTM4NzkwMzQ5ODA4X0FjdGl2YXRpb240Mzk0NDExNDQwNzM=
الاتحاد
random
أخبار ساخنة

مقال "الجذور الشيطانية لماسونية الجماعة الأخوانية" ح ٤ بقلم عيد أبو زاهر


نستهل مقال اليوم عزيزي القارئ بسؤال هام..
هل  كان «البنا» يهودياً–ماسونياً ارتدى عباءة الدين؟!

و للإجابة علي هذا السؤال علينا أن نعلم بعض المعلومات الهامة عن نشأة و انتشار الماسونية في القرن السابع عشر الميلادي حيث كانت «الماسونية»  انتشرت في أوروبا بعد مرحلة الصراعات بين الكنائس ونشوء اللوثرية البروتستانتية، إذ أعيد بعدها الاعتبار إلى أسفار العهد القديم على حساب أناجيل العهد الجديد، وانتشرت الماسونية انتشاراً كبيراً في أوروبا بسبب أفكارها التي تدعو إلى المحبة والأخوة والإصلاح الديني والمساواة، ووصلت الماسونية إلى العالم الإسلامي عبر الفرنسيين في القرن الثامن عشر، وانتشرت محافلها في مصر، ولكن بخلاف أفكارها البراقة والجاذبة، كانت المحافل الماسونية مركزاً لنشاط استخباراتي ضخم من قبل دول الاستعمار.

وكان جمال الدين الأفغاني أحد أبرز الشخصيات الدينية- السياسية التي التحقت بالماسونية، ورغم أنها لم تكن معروفة بأفكارها الخبيثة آنذاك وكانت تعرف بأنها ذات أبعاد إنسانية، ولكن كان الأفغاني لافتاً للانتباه ومثيراً لتساؤلات، فأينما ذهب يجري استقباله وتقديمه للمسؤولين والحكام كواحد من أكبر رجالات عصره، وقد توفرت له المكانة والتمويل، وهيئت له الأسباب لطرح أفكاره ذات الارتباط أو العلاقة المباشرة وغير المباشرة بالماسونية وتلميعها بأسلوب براق، هكذا كان ارتباطه الظاهر بها، أما الخفي فمنها فقد ذكرناه مسبقاً في المقدمة.

أما عن توارث وتناسل الأفكار الماسونية من الأفغاني إلى الإخوان، فالأمر كان واضحا، فالأفغاني أستاذ لمحمد عبده الذي كان استاذاً لمحمد رشيد رضا، والأخير هو أستاذ حسن البنا مؤسس «الإخوان المسلمون»، وهؤلاء هم أبرز موارد الفكر الإخواني، وكانت أفكار جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ستندثر بوفاتيهما، ولكن حال دون ذلك محمد رشيد رضا، بعد أن قام بجمعها من جديد وأعاد إحياءها بزخم أوسع عبر مجلة «المنار» التي كان يحررها بنفسه، مستغلاً الدعم الغربي للأصولية الإسلامية، وكان واضحاً أن البنا استقى من الماسونية التي روج لها الأفغاني فكرة بناء التنظيم، وفقاً لسلسلة طويلة من المراجع، خصوصا التنظيم السري الذي لم يكن يعرفه أحد سوى القادة المقربين، والبنا ومن خلال محاولة الغوص في أطروحاته وأفكاره التي روجها عبر رسائله المطبوعة بعنوان «رسائل الإمام حسن البنا»، ومن خلال مجلة «الإخوان المسلمون» التي أسسها في القاهرة عام 1933 ثم تلتها النذير عام 1938 ثم مجلة الشهاب 1947، وظلت تتوالى من بعدها إصدارات الصحف والمجلات الإخوانية التي ساهمت في انتشار فكر البنا في العالم العربي، وكان واضحاً أنه استنسخ أطروحات الأفغاني التي أشاد بها في مذكراته، خصوصا فكرة تحويل الإسلام ودولة الخلافة إلى جماعة سياسية دينية، مع الفارق الكبير في العلم والمعرفة لصالح الأفغاني بالتأكيد، فالبنا لم يكن عالماً ولا مفكراً يمتلك عقلاً نقدياً منتجاً للأفكار، ولكنه نجح في ترجمة أفكار الأفغاني وتوظيفها في بناء قاعدة جماهيرية صلبة ومتنامية لتحقيق أهدافه.

        والى لقاء فى الحلقة القادمة ان شاء الله
الاسمبريد إلكترونيرسالة