-->
U3F1ZWV6ZTM4NzkwMzQ5ODA4X0FjdGl2YXRpb240Mzk0NDExNDQwNzM=
الاتحاد
random
أخبار ساخنة

وقفات لخواطر الامام في بعض آيي القرآن ( الحلقة 37)


إعداد وتقديم : إيناس أبو سيف
                                              ( الحلقة 37)
‏والآن نبدأ في قوله تعالى (ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين)
 في الآية الثانية من سورة البقرة وصف الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم بأنه الكتاب وكلمة( قرآن )معناها انه يقرا وكلمة( كتاب) معناها انه لا يحفظ فقط في الصدور ولكن يدون في السطور ويبقى محفوظا إلى يوم القيامة 
-والقول بأنه الكتاب تميز له عن كل كتب الدنيا وتميز له عن كل الكتب السماوية التي نزلت قبل ذلك  فالقرآن هوالكتاب الجامع لكل  أحكام السماء منذ بداية‏الرسالات حتى يوم القيامة وهذا تأكيد لارتفاع شأن القرآن و تفرده وسماويته ودليل على وحدانية الخالق
-  فمنذ فجر التاريخ نزلت على الأمم السابقة كتب تحمل منهج السماء ولكن كل كتاب وكل رسالة نزلت موقوتة في زمانها ومكانها تؤدي مهمتها لفترة محدودة وتجاه قوم محددين  فرسالة نوح عليه السلام كانت لقومه وكذلك إبراهيم ولوط وشعيب وصالح عليهم السلام كل هذه الرسا ئل كان لها وقت محدود تمارس مهمتها في الحياة حتى يأتي الكتاب وهو القرآن الكريم الجامع  لمنهج الله سبحانه وتعالى ولذلك بشر في الكتب السماوية التي نزلت قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم بأن هناك‬ رسولا سيأتي وانه يحمل الرسالة الخاتمه للعالم وعلى كل الذين يصدقون بمنهج السماء إن يتبعوه وفي ذلك يقول الحق سبحانه وتعالى:
( الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل) ١٥٧الأعراف
-‏والقرآن هو الكتاب لانه لن يصل إليه أي تحريف او تبديل فرسالات السماء السابقة إئتمن الله البشر عليها فنسوا بعضها وما لم ينسوه حرفوه وأضاف إليه من كلام البشر ما نسبوه إلى الله سبحانه وتعالى ظلما وبهتانا ولكن القرآن الكريم محفوظ من الخالق الأعلى مصداقا لقوله تعالى( إنانحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )٩ الحجر
 -ومعنى ذلك ألا  يرتاب إنسان في هذا الكتاب لانه كل ما فيه من منهج الله محفوظ منذ لحظة نزوله إلى قيام الساعة بقدرة الله سبحانه وتعالى
-‏يقول الحق جل جلاله ( ذلك الكتاب  لا ريب فيه هدى للمتقين) والإعجاز الموجود في القرآن الكريم في الأسلوب وفي حقائق القرآن وفي الآيات وفي ماروى لنا من قصص الأنبياء السابقين وفيما صححة من التوراة والإنجيل وفيما أتى به من علم لم تكن تعلمه البشرية وما زالت حتى الآن لا تعلمه  كل ذلك جعل القرآن لا ريب فيه لانه لو اجتمعت الإنس والجن مااستطاعو أن يأتي بآية واحدة من آية القرآن ولذلك كلما تأملنا في القرآن وفي أسلوبه وجدنا انه بحق لا ريب فيه لانه لا أحد يستطيع أن يأتي بآية فما بالك بقرآن
-‏في هذا الكتاب ارتفع فوق كل الكتب وفوق مدارك البشر يوضح آيات الكون وآيات المنهج وله في كل عصر معجزات
-إن كلمة كتاب التي وصف الله سبحانه وتعالى بها القرآن تمييزا له عن كل الكتب السابقة تلفتنا إلى معان كثيرة تحدد لنا بعض أساسيات المنهج التي جاءبها هذا الكتاب ليبلغنا بها 
-وأول هذه الأساسيات ان نزول هذا الكتاب يستوجب الحمد لله سبحانه وتعالى أقرأ في سورة الكهف( الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما لينذر بأسا   شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا )الكهف
- ويبين الله سبحانه وتعالى لعباده أن إنزاله  القرآن على رسول يستوجب الحمد من البشر جميعا لأن 
 فيه منهج السماء وفيه الرحمة من الله لعباده وفيه البشارة بالجنة والطريق إليها وفيه التحذير من النار وما يقود إليها وهذا التحذير او الأنذار هو رحمة من الله سبحانه وتعالى لخلقه لأنه لو لم ينذرهم لفعلوا  ما يستوجب العذاب ويجعلهم يخلدون في عذاب اليم 
-ولكن الكتاب الذي جاء ليلفتهم الى ما يغضب الله حتى يتجنبوه إنما جاء  برحمة تستوجب الحمد لأنها أرتناجميعا الطريق إلى النجاة من النار
- ولو لم  ينزل الله سبحانه وتعالى الكتاب ماعرف الناس المنهج الذي يقودهم إلى الجنة وما استحق احد منهم رضا الله ونعيمه في الاخره 
-وفي سورة الكهف تجد تأكيدا آخرإن كتاب الله وهو القرآن الكريم لن يستطيع. ‏بشر أن يبدل منه كلمة واحدة واقرأ قوله جل جلاله:( واتل ما أوحى إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا )27 الكهف
-‏ويبين الله سبحانه وتعالى لنا أن هذا الكتاب جاء لنفع الناس و لنفع العباد وأن الله ليس محتاجا لخلقه  فهو قادر على أن يقهر من يشاء على الطاعة ولا يمكن  لخلق من خلق الله أن يخرج في كون الله عن مرادات الله 
واقرأ قوله سبحانه وتعالى: (طسم تلك آيات الكتاب المبين لعلك بأخع  نفسك ألايكونوا مؤمنين إن نشأننزل عليهم من السماء آية فظلت  اعناقهم  لها خاضعين )(١-٤) الشعراء
-‏ويأتي الله سبحانه وتعالى بالقسم الذي  يلفتنا إلى أن  كل كلمة في القرآن هي من عند الله كما  أبلغهاجبريل عليه السلام لمحمد صلى الله عليه وسلم في قوله سبحانه وتعالى( فلا أقسم بمواقع النجوم وانه لقسم لو تعلمون عظيم إنه لقران كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون تنزيل من رب العالمين )(٧٥-٨٠) الواقعة
وغدا سنكمل بإذن الله الخواطر حول كلمة الكتاب
الاسمبريد إلكترونيرسالة