-->
U3F1ZWV6ZTM4NzkwMzQ5ODA4X0FjdGl2YXRpb240Mzk0NDExNDQwNzM=
الاتحاد
random
أخبار ساخنة

وقفات لخواطر الامام في بعض آي القرآن ( الحلقة 47)


إعداد وتقديم : إيناس أبو سيف
                                              ( الحلقة 47)

(أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون)
قوله تعالى:(أولئك)إشارة إلى الذين تنطبق عليهم  كل الصفات التى يبينها الله سبحانه وتعالى فى الآيتين السابقتين 
فأولئك الذين تنطبق عليهم هذه الصفات وصلوا إلى الهدى أى:إلى الطريق الموصل للإيمان ووصلوا إلى الفلاح وهو الهدف من الإيمان
-وقوله تعالى :(أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون)تشمل الجميع
ولكن لماذا استخدم الله تبارك وتعالى (أولئك)مرتين؟
تلك من بلاغة القرآن الكريم
ولماذا دمج الخبرين مع بعضهما؟
حتى نعرف أنه ليس فى الإسلام إيمانان بل إيمان واحد يترتب عليه جزاء واحد وسيلته الهدى وغايته الفلاح
-ولو نظر إلى التكليفات التى هى الهدى الموصلة للغاية نجد أن الله سبحانه وتعالى رفع المهتدى على الهدى لنعرف أن الهدى لم يأتِ ليقيد حركتك فى الحياة ويستذلك وإنما جاء ليرفعك
-إن السطحيين يعتقدون أن الهدى يقيد حركة الإنسان فى الحياة ويمنعه من تحقيق شهواته العاجلة ولكن الهدى فى الحقيقة يرفع الإنسان ويحفظه من الضرر ومن غضب الله ومن إفساد المجتمع الذى سيكون أول من يعانى منه
-لذلك قال الحق سبحانه وتعالى(على هدى)
(وعلى):تفيد الاستعلاء 
فإذا قلت :أنت على الجواد فإنك تعلوه 
كأن المهتدى حين يلزم نفسه بالمنهج لا يذل ولكنه يرتفع إلى الهدى ويصبح الهدى يأخذه من خير إلى خير 
-وذلك بعكس الضلالة التى تأخذ الإنسان إلى أسفل ولذلك حين تقرأ فى القرآن الكريم قوله تعالى:
(وإنا أو إياكم على هدى أو فى ضلال مبين)٢٤سبأ
ترى ما يفيد الارتفاع والعلو فى الهداية وما يفيد الانخفاض والنزول فى الضلالة
-وإنما كان العلو فى الهدى لأن المنهج قيد حركة حياتك إعزازا لك لعلوك وسمو مقامك فى أنك لاتأخذ من بشر تشريعا ولا تأخذ من ذاتك حركة وإنما يرتفع بك لتتلقى عن الله سبحانه وتعالى وهذا علو كبير
-ولكن عند الضلال قال (فى ضلال)
(فى)تدل على الظرفية المحيطة 
وهو كما وصفه الله سبحانه وتعالى فى آية أخرى بقوله جل جلاله:
(بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) سورة البقرة آية 81
أحاطت به الخطيئة أى:لا يستطيع أن يفلت منها لأنه مظروف فى الضلال
وما دامت الخطيئة محيطة به فلا يجد منفذا لأنها تحكمه وما دامت تحكمه فلا يمكن أن يصل إلى الهدى مطلقا
وغدا بإذن الله سبحانه وتعالى سنكمل الخواطر حول إختياره للفظ المفلحون ولماذا فى نفس الآية؟
الاسمبريد إلكترونيرسالة