-->
U3F1ZWV6ZTM4NzkwMzQ5ODA4X0FjdGl2YXRpb240Mzk0NDExNDQwNzM=
الاتحاد
random
أخبار ساخنة

وقفات لخواطر الامام في بعض آي القرآن (يخادعون الله والذين ءامنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون)


إعداد وتقديم : إيناس أبو سيف
                                      ( الحلقة 53)

والآن سنبدأ فى قوله تعالى:(يخادعون الله والذين ءامنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون)
وتأتى الصفة الثانية للمنافقين وهى صفة تدل على غفلتهم وحمق تفكيرهم فإنهم يحسبون بنفاقهم يخدعون الله سبحانه وتعالى وهل يستطيع بشر أن يخدع رب العالمين؟
-إن الله عليم بكل شئ عليم بما نخفى وما نعلن عليم بالسر وما هو اخفى من السر 
وهل يوجد ما هو أخفى من السر؟
نعم
-السر هو ما أسررت به لغيرك فكأنه يعلمه اثنان انت ومن أسررت إليه 
ولكن ما هو اخفى من السر ما تبقيه فى نفسك ولا تخبر به أحدا إنه يظل فى قلبك لا تسر به لإنسان  والله سبحانه وتعالى يقول :(وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى)٧طه
-فلا يوجد مخلوق يستطيع أن يخدع خالقه ولكنهم من غفلتهم يحسبون أنهم يستطيعون خداع الله جل جلاله 
وفى تصرفهم هذا لا يكون هناك سلام بينهم وبين الله بل يكون هناك مقت وغضب 
-وهم فى خداعهم يحسبون أيضا أنهم يخدعون الذين آمنوا بأنهم يقولون أمامهم غير ما يبطنون ولكن هذا الخداع شقاء عليهم لماذا؟
لأنهم يعيشون فى خوف مستمر وهم دائما فى قلق أو خوف من أن يكشفهم المؤمنون أو يستمعوا إليهم فى مجالسهم الخاصة وهم يتحدثون بالكفر ويسخرون من الإيمان 
ولذلك إذا تحدثوا فلابد أن يتأكدوا أولا من أن أحدا من المؤمنين لا يسمعهم 
ويتأكدوا ثانيا من أن أحدا من المؤمنين لن يدخل عليهم وهم يتحدثون والخوف يملأ قلوبهم فى أثناء وجودهم مع المؤمنين
فكل واحد منهم يخشى أن تفلت منه كلمة تفضح نفاقه وكفره
-وهكذا فلا سلام بينهم وبين المؤمنين والحقيقة أنهم لا يخدعون إلا أنفسهم فالله سبحانه وتعالى يعلم نفاقهم والمؤمنون قد يعلمون هذا النفاق فإن لم يعلموه فإن الله يخبرهم به 
-واقرأ قوله سبحانه وتعالى:(ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم فى لحن القول والله يعلم أعمالكم )٣٠ محمد
-ألم يأتِ المنافقون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشهدوا أنه رسول الله ففضحهم الله أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنزل قوله تعالى:(إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون)١االمنافقون
جاء المنافقون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشهدون بصدق رسالته والله سبحانه وتعالى يعلم أن هذه الشهادة حق وصدق لأنه جل جلاله يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صادق الرسالة ولكنه فى نفس الوقت يشهد بأن المنافقين كاذبون كيف؟
-كيف يتفق كلام الله مع ما قاله المنافقون ثم يكونون كاذبين؟
نقول :لأن المنافقين قالوا بألسنتهم ما ليس فى قلوبهم فهم شهدوا بألسنتهم فقط أن محمدا رسول الله ولكن قلوبهم منكرة لذلك مكذبة به ولذلك فإن ما قاله المنافقون رغم أنه حقيقة إلا أنهم يكذبون ويقولون بألسنتهم ما ليس فى قلوبهم 
لأن الصدق هو أن يوافق الكلام حقيقة ما فى القلب وهؤلاء كذبوا لأنهم فى شهادتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكونوا يعبرون عن واقع فى قلوبهم بل قلوبهم تكذب ما يقولون
-وهناك آيات كثيرة فى القرآن الكريم يفضح الله سبحانه وتعالى فيها المنافقين وينبئ رسوله صلى الله عليه وسلم بما يضمرونه فى قلوبهم 
-إذا فخداعهم للمؤمنين رغم أنه خداع بشر لبشر إلا إنه أحيانا تفلت ألسنتهم فتعرف حقيقتهم وإذا لم يفلت اللسان جاء البيان من الله سبحانه وتعالى ليفضحهم 
-وتكون حصيلة هذا كله أنهم لا يخدعون أحدا فالله يعلم سرهم وجهرهم فمرة يعين الله المؤمنين عليهم فيكشفونهم ومرة تفلت ألسنة المنافقين فيكشفون أنفسهم
-إذا فسلوك المنافق لا يخدع به إلا نفسه وهو الخاسر فى الدنيا والآخرة عندما يؤدى عملا إيمانيا فالله يعلم أنه نفاق وعندما يحاول أن يخدع المؤمنين ينكشف والنتيجة أنهم يعتقدون أنهم حققوا لأنفسهم نفعا بينما هم لم يحققوا لأنفسهم إلا الخسران المبين
وغدا سنبدأ  بإذن الله تعالى فى الخواطر حول قوله تعالى:(فى قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون)
الاسمبريد إلكترونيرسالة