جريدة العمال تكشف توجيهات الرئيس السيسي الخاصة بالعلاوات الخمسة و ميعاد صرفها و الزيادة السنوية

إعداد وتقديم : إيناس أبو سيف

               (الحلقة ٨١)

مازلنا فى الخواطر حول قوله تعالى :(كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون)

وقوله تعالى:(ثم يميتكم )فإن أحدا لا يشك فى أنه سيموت 

الموت مقدر على الناس جميعا والخلق من العدم واقع بالدليل والموت واقع بالحس والمشاهدة 

-إن قضية الموت هى سبيلنا لمواجهة أى ملحد 

فإن قالوا إن العقل كاف لإدارة الحياة وانه لا يوجد شئ اسمه غيب 

نقول:الذى تحكم فى الخلق إيجادا هو الذى يتحكم فيه موتا والحياة الدنيا هى مرحلة بين قوسين :

القوس الأول هو أن الله يخلقنا ويوجدنا وتمضى رحلة الحياة إلى

القوس الثانى:الذى تخمد فيه بشريتنا وتتوقف حياتنا وهو الموت أى أننا فى رحلة الحياة من الله وإليه 

إذا فحركة الحياة الدنيا هى بداية من الله بالخلق ونهاية بالموت

-إنهم عندما تحدثوا عن أطفال الأنابيب وهى عملية لعلاج العقم أكثر من اى شئ آخر ولكنهم صوروها تصويرا جاهليا وكل ما يحدث أنهم يأخذون بويضة من رحم الام التى تكون فى المهبل عندها مسدودا أو لا يسمح بالتلقيح الطبيعي يأخذون هذه البويضة من رحم الأم ويخصبونها بالحيوانات المنوية للزوج ثم يزرعونها فى رحم الأم 

إنهم يأخذون من خلق الله وهى بويضة الأم والحيوان المنوى من الرجل وكل ما يفعلونه هو عملية تلقيح ومع ذلك يسمونه أطفال الأنابيب كأن الأنبوبة يمكن أن تَخَلَّق طفلا!!

والحقيقة غير ذلك فبويضة الام والحيوان المنوى للرجل هما من خلق الله وهم لم يخلقوا شيئا 

-إننا نقول لهم :إذا كُنتُم تملكون الموت والحياة فامنعوا إنسانا واحدا ان يموت بدلا من انفاق آلاف الجنيهات فى معالجة عقم قد ينجح أو لا ينجح أبقوا واحدا على قيد الحياة ولن يستطيعوا

-إن الموت أمرحسى مشاهد ولذلك فمن رحمة الله بالعقل البشرى بالنسبة للأحداث الغيبية أن الله سبحانه وتعالى قربها لنا بشئ مشاهد كيف؟

عندما ينظر الانسان الى نفسه وهو حى لا يعرف كيف أحياه الله و كيف خلقه 

الله سبحانه وتعالى ذكر لنا غيب الخلق فى القرآن الكريم فقال جل جلاله أنه خلق الانسان من تراب ومن طين ومن حمأ مسنون ثم نفخ فيه من روحه 

-واقرأ قوله تعالى؛(إن كُنتُم فى ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب)٥ سورة الحج

وقوله تعالى:(ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين)١٢سورة المؤمنون

وقوله تعالى؛(إنَّا خلقناهم من طين لازب)١١سورة فصلت

وقوله تعالى:(ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمأ مسنون)٢٦ الحجر

وقوله تعالى:(فإذا سويته ونفخت فيه من روحى فقعوا له ساجدين٧٢سورة ص

-فالحق تبارك وتعالى اخبرنا عن مرحلة فى الخلق لم نشهدها ولكن الموت شئ مشهود لنا جميعاو ما دام مشهود لنا يأتى الحق سبحانه وتعالى به كدليل على مراحل الخلق التى لم نشهدها 

فالموت نقض للحياة والحياة اخبرنا الله تبارك وتعالى بأطوارها ولكنها غيب لم نشهده 

-ولكن الذى خلق قال لنا أنا خلقتك من تراب من طين من حمأ مسنون 

ثم نحته فى صورة إنسان ونفخ الحق سبحانه وتعالى فيه الروح فأصبح بشرا 

-ثم يأتى الموت وهو نقض للحياة ونقض كل شئ يأتى على عكس بنائه 

بناء العمارة يبدأ من أسفل الى اعلى وهدمها يبدأ من اعلى الى أسفل ولذلك فان آخر مرحلة من رحلة ما هى أول خطوة فى طريق العودة فإذا كنت مسافرا الى الاسكندرية فأول مكان فى طريق العودة هو آخر مكان وصلت إليه 

-أول شئ يخرج من الجسد هو الروح وهو آخر ما دخل فيه ثم بعد ذلك يتصلب الجسد ويصبح كالحمأ المسنون ثم يتعفن فيصبح كالصلصال ثم يتبخر الماء الذى فيه فيعود ترابا وهكذا الموت نقض صورة الحياة متفقا مع المراحل التى بينها الحق سبحانه وتعالى 

-وغدا سنكمل باقى الخواطر حول قوله تعالى:(كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون)