-->
U3F1ZWV6ZTM4NzkwMzQ5ODA4X0FjdGl2YXRpb240Mzk0NDExNDQwNzM=
الاتحاد
random
أخبار ساخنة

وقفات لخواطر الامام في بعض آي القرآن (فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التى وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين)



 إعداد وتقديم  :  إيناس أبو سيف
                                 ( الحلقة 73)


سنبدأ فى قوله تعالى:(فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التى وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين)
بعد أن تحدث الله سبحانه وتعالى عن الأدلة التى يستند إليها المشككون فى القرآن الكريم وهى أدلة لا تستند إلى عقل ولا إلى منطق تحداهم بأن يأتوا بسورة مثل القرآن وأن يستعينوا بمن يريدون من دون الله لأن القرآن الكريم كلام الله والله سبحانه هو القائل وبما أنهم يحاولون التشكيك فى أن القرآن كلام الله وأنه منزل من عند الله فليستعينوا بمن يريدون ليأتوا بآية من مثله لأن التحدى هنا لا يمكن أن يتم إلا إذا استعانوا بجميع القوى ما عدا الله سبحانه وتعالى
-ثم يأتى الحق سبحانه وتعالى بعد ذلك بالنتيجة قبل أن يتم التحدى لأن الله سبحانه وتعالى يعلم أنهم لن يفعلوا ولن يستطيعوا 
-إن قول الله سبحانه وتعالى:(فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا)
معناه أنه حكم عليهم بالفشل وقت نزول القرآن وبعد نزول القرآن إلى يوم القيامة لأن الله لا يخفى عن علمه  شئ فهو بكل شئ عليم
-وكلمة (لم تفعلوا)عندما تأتى قد تثير الشك فنحن نعرف أن مجئ إن الشرطية يثير الشك لأن الأمر لكى يتحقق يتعلق بشرط 
وانت ان قلت إن ذاكرت تنجح ففى المسألة شك 
أما إذا قلت كقول الحق (إذا جاء نصر الله والفتح)فمعنى ذلك أن نصر الله آت لا محالة 
-(إن) حرف  شرط           -إذا ظرف
وكل حدث يحتاج إلى مكان وزمن فإذا جئت بأداة الشرط فمعنى ذلك أنك تقربها من عنصر تكوين الفعل والحدث -فإذا أردت ان تعبر عن شئ سيتحقق تقول (إذا)
وإذا أردت أن تشكك فيه تقول (إن)
-والله سبحانه وتعالى قال (فإن لم تفعلوا)ولأن الفعل ممكن الحدوث أراد أن يرجح الجانب المانع فقال(ولن تفعلوا)وهذا أمر اختيارى فاذا تكلمت عن امر اختيارى ثم حكمت أنه لن يحدث فكأن قدرتك هى التى منعته من الفعل فلا يقال أنك قهرته على الا يفعل لا علمت أنه لن يفعل فاستعدادته لا تمكنه من الفعل 
-وهذه أمورضمن اخبارات القرآن الكريم فى القضايا الغيبية التى أخبر عنها فعندما يقول الله سبحانه وتعالى(وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم)معناها أنهم مصدقون ولكن ألسنتهم لا تعترف بذلك 
-وقوله تعالى:(فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا )معناها أن الشك مفتعل فى نفوسهم هم لا يريدون أن يؤمنوا ولذلك يأتون بسبب مفتعل لعدم الإيمان لقد استقر فكرهم على أنهم لا يؤمنوا وما دام هذا هو ما قررتموه فإنكم ستظلون تبحثون عن أسباب ملفقة لعدم الإيمان
-وقوله تعالى:(فاتقوا النار التى وقودها الناس والحجارة)
الحق سبحانه وتعالى يريد هنا أن يلفتنا إلى صورة أخرى عن عجز هؤلاء الكافرين فهم بحثوا عن أعذار ليبرروا به عدم إيمانهم وتظاهروا أنهم يشكون فى القرآن الكريم 
يقول لهم:لو كانت لكم قدرة ذاتية فعلا فامنعوا انفسكم من دخول النار يوم القيامة كما منعتم أنفسكم من الإيمان فى الدنيا 
-وهذا وعيد من الله لقد أعطاهم ذاتية الاختيار فى الدنيا ولَم يختاروا قهرا بل اختاروا عدم الإيمان بمشيئة الإختيار التى أعطاها الله لهم ولكن هناك وقت ليس فيه اختيار وهو الآخرة فحاولوا ان تتقوا فى الآخرة عذاب النار يوم القيامة ولكن لن يكون لأحد اختيار فالله سبحانه وتعالى يقول فى ذلك اليوم :(لمن الملك اليوم لله الواحد القهار)١٦سورة غافر
ويقول جل جلاله :(يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله )١٩سورة الانفطار
فإرادتكم هى التى منعتكم من الإيمان لن تقيكم اليوم من عذاب النار
-واقرأ قوله تعالى:(إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون)٩٨سورة الأنبياء
-لماذا هم وما يعبدون؟
لأن العابد يرتجى نفع المعبود فكأنهما عندما يرى كل منهما الآخر فى العذاب تكون الحسرة أشد
ولذلك فإن الحجارة والأصنام التى يعبدونها ستكون معهم فى النار يوم القيامة وليس هذا عقابا للأحجار والأصنام لأنها خلق مقهور لله مسبح له ولكن هذه الأصنام والأحجار ستكون راضية وهى تحرق الذين كفروا بالله وتقول:عبدونا ونحن أعبد لله من المستغفرين بالأسحار
-وقوله تعالى:(أعدت للكافرين)
الله سبحانه وتعالى يخبرهم وهم فى الدنيا أن النار أعدت للكافرين وقوله النار أعدت للكافرين تطمين غاية الإطمئنان للمؤمن وارهاب غاية الارهاب للكافر 
-وقوله تعالى(أعدت)معناها أنها موجوده فعلا وان لم نكن نراها وأنها مخلوقة وإن كانت محجوبة عنا 
ورسول الله صلى الله عليه وسلم قال"عرضت على الجنة ولو شئت أن آتيكم منها بقطاف لفعلت)وهذا دليل على أنها موجودة فعلا
-والمؤمن حين يعلم أن الجنة موجودة فعلا وأن الإيمان سيقوده إليها فإنه يحس بالسعادة ويشتاق للجنة فإذا سمع قول الحق سبحانه وتعالى:(أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون)١١ المؤمنون
ساعة تقرأ هذه الآية الكريمة تعرف أن الله سبحانه وتعالى سيجعلك فى الجنة تأخذ ماكان لغيرك لأن الميراث يأتيك من غيرك وقد سبق علم الله سبحانه وتعالى خلق الناس جميعا وقبل أن يخلق أعد لكل خلقه مقعدا فى النار ومقعدا فى الجنة الذين سيدخلون النار خالدين فيها مقاعدهم فى الجنة ستكون خالية فيأتي الله سبحانه وتعالى يعطيها للمؤمنين ليرثوها فوق مقاعدهم ومنازلهم فى الجنة 
والحق سبحانه عندما يقول:(أعدت)فهى موجودة فعلا
-وغدا سنبدأ فى الخواطر حول قوله تعالى(وبشر الذين ءامنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجرى من تحتها الأنهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذى رزقنا من قبل وأتوا به متشابها ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون)

الاسمبريد إلكترونيرسالة