-->
U3F1ZWV6ZTM4NzkwMzQ5ODA4X0FjdGl2YXRpb240Mzk0NDExNDQwNzM=
الاتحاد
random
أخبار ساخنة

وقفات لخواطر الامام في بعض آي القرآن (وإن كُنتُم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كُنتُم صادقين)


 إعداد وتقديم : إيناس أبو سيف
                                      " الحلقة ٧١"
مازلنا في الخواطر حول قوله تعالى:(وإن كُنتُم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كُنتُم صادقين)
-(مما نزلنا على عبدنا)
فالقرآن الكريم وجد في اللوح المحفوظ قبل أن يخلق الإنسان وعندما جاء وقت مباشرته لمهمته في الكون نزل من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا دفعة واحدة ثم انزله الله سبحانه وتعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم بقدر ما احتاجت المناسبات والأحداث 
-إذا فقوله (نزلنا)أى نزل من اللوح المحفوظ إلى السماء 
الدنيا دفعة واحدة وقوله تعالى(أنزل)أى أنزله آيات على محمد صلى الله عليه وسلم بحسب اقتضاء الأحداث والمناسبات 
-الحق سبحانه وتعالى يقول:(على عبدنا) وهذه محتاجة إلى وقفة فالله جل جلاله له عبيد وله عُبَّاد 
كل خلق الله في كونه عبيد لله سبحانه وتعالى لا يستطيعون الخروج عن مشيئة الله أو إرادته هؤلاء هم العبيد 
-ولكن العباد هم الذين اتحدت مرادتهم مع ما يريده الله سبحانه وتعالى تخلوا عن إختيارهم الدنيوي ليصبحوا طائعين لله باختيارهم أى أنهم تساووا مع المقهورين في أنهم اختاروا منهج الله وتركوا أى اختيار يخالفه 
هؤلاء هم العباد وإذا قرأت القرآن الكريم تجد أن الله سبحانه وتعالى يشير إلى العباد بأنهم الصالحون من البشر فيقول الحق تبارك وتعالى:(وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لى
وليؤمنوا بى لعلهم يرشدون)١٨٦البقرة
هذا ليس لكل خلق الله ولكنه للعباد الذين قال الله تعالى لهم افعلوا فعلوا وإذا قال الله لا تفعلوا لم يفعلوا 
أى أنهم لا يخالفون بقدرتهم على الاختيار منهج الله سبحانه وتعالى 
-ولذلك في الجهاد لا يقول الحق سبحانه وتعالى عن المجاهدين أنهم عبيد بل يقول جل جلاله :(فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولى بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا)٥الإسراء 
-وبعض المستشرقين الذين يحاولون الطعن في القرآن الكريم يقولون ان كلمة عباد قد جاءت في وصف المؤمن في قوله تعالى:(ءانتم أضللتم عبادى هؤلاء أم هم ضلوا السبيل)١٧الفرقان
نقول :إنكم لم تفهموا أن هذا ساعة الحساب في الآخرة 
وفى الآخرة كلنا عباد لأننا كلنا مقهورون فلا اختيار لأحد في الآخرة وإنما الاختيار البشرى ينتهى ساعة الاحتضار ثم يصبح الانسان بعد ذلك مقهورا 
-فنحن جميعا في الآخرة عباد ولكن الفرق بين العبيد والعبادهو فى الحياة الدنيا فقط
والعبودية هى ارقى مراتب القرب من الله تعالى لأنك تأتى إلى الله طائعا منفذا للمنهج باختيارك 
ولقد عرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون 
ملكا رسولا أو عبدا رسولا فاختار أن يكون عبدا رسولا 
-وإذا أردنا أن نعرف معنى العبودية نقرأ سورة الإسراء
(سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله)١الإسراء
لنرى أنه في أعلى درجات الإنعام من الله سبحانه وتعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم في المعجزة الكبرى التى لم تحدث لبشر قبله صلى الله عليه وسلم سواء كان رسولا أو غير رسول ولن تحدث لبشر بعده 
ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صعد إلى السماوات السبع بالروح وبالجسد ثم عاد إلى الأرض
وتجاوز رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلة جِبْرِيل 
فتجاوز سدرة المنتهى وهى المكان الذى ينتهى اليه علم خلق الله من البشر والملائكة المقربين 
-وبشرية الرسول أخذت جدلا كبيرا منذ بدأت الرسالات السماوية وحتى عصرنا هذا واقرأ قوله تعالى :(فقال الملأ  الذين كفروا من قومه ما نراك إلا بشرا مثلنا )٢٧هود
وقوله تعالى:(فقالوا أبشرا منا واحدا نتبعه إنَّا إذا لفى ضلال وسعر)٢٤القمر
وقوله تعالى:( و ما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشرا رسولا) ٩٤الاسراء
وقوله تعالى:(ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون)٣٤سورة المؤمنون
-إذا فبشرية الرسول اتخذت حجة للذين لا يريدون أن يؤمنوا والرسول مبلغ عن الله ولابد أن يكون من جنس القوم الذين أرسل إليهم ولابد أن يكون قد عاش بينهم فترة قبل الرسالة واشتهر بالامانة والصدق حتى لا يكذبوه
وفى نفس الوقت هو قدوة ولذلك لابد أن يكون من جنس قومه لأنه سيطبق المنهج عمليا أمامهم ولو كان من جنس آخر لقالوا لا نطيق ما كلفتنا به يارب لأن هذا رسول الله مخلوق من غير مادتنا ومقهور على الطاعة
-إذا فبشرية الرسول حتمية وكل من يحاول أن يعطى الرسول صفة غير البشرية إنما يحاول أن ينقص من كمالات رسالات الله والله سبحانه وتعالى ليس عاجزا عن أن يحول البشر إلى ملائكة واقرأ قوله تعالى:(ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة فى الأرض يخلفون) 
إذا فبشرية الرسول هى من تمام الرسالة
وغدا سنكمل الخواطر حول قوله تعالى(وإن كُنتُم في ريب منا نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين)
الاسمبريد إلكترونيرسالة