إعداد وتقديم : إيناس أبو سيف
ماالفرق بين خطاب الله للمسلمين وبين خطابه لبنى اسرائيل؟ولماذا ؟
مازلنا فى الخواطر حول قوله تعالى :( يابنى اسرائيل اذكروا نعمتى التى أنعمت عليكم وأوفوا بعهدى أوف بعهدكم وإياى فارهبون )
-الحق سبحانه وتعالى يقول :(يابنى اسرائيل اذكروا نعمتى التى أنعمت عليكم )
ولكن الله سبحانه وتعالى حين يخاطب المسلمين لا يقول اذكروا نعمة الله وإنما يقول :(اذكروا الله )
لأن بنى اسرائيل ماديون ودنيويون
فكأن الحق سبحانه وتعالى يقول لهم :مادمتم ماديين ودنيويين فاذكروا نعمة الله المادية عليكم
-ولكننا نحن المسلمين أمة غير مادية
وهناك فرق بين أن يكون الإنسان مع النعمة وأن يكون مع المنعم
الماديون يحبون النعمة وغير الماديين يحبون المنعم ويعيشون فى معيته ولذلك فخطاب المسلمين (اذكروا الله )لأننا نحن مع المنعم بينما خطابه سبحانه لبنى اسرائيل :(اذكروا نعمة الله )
-والحديث القدسى يقول :"أنا أهل أن اتقى فلا يجعل معى إله فمن اتقى أن يجعل معى إلها كان أهلا أن اغفر له "رواه الترمذى وابن ماجه من حديث الحباب ورواه النسائى
⁃ فالله سبحانه وتعالى واجب العبادة ولو لم يخلق الجنة والنار ولذلك فإن المؤمنين هم أهل الابتلاء من الله لماذا؟
⁃ لأن الابتلاء منه نعمة والله سبحانه وتعالى يباهى بعباده ملائكته ويقول :انهم يعبدونني لذاتى
⁃ فتقول الملائكة :بل يعبدونك لنعمتك عليهم
⁃ فيقول سبحانه لهم : سأقبضها عنهم ولا يزالون يحبوننى ومن عبادى من أحب دعاءهم فأنا أبتليهم حتى يقولوا يارب لأن أصواتهم يحبها الله سبحانه وتعالى ولذلك اذا ابتلى عبدا فى صحته مثلا وسلب منه نعمة العافية ترى الجاهل هو الذى ينظر نظرة عدم الرضا وأما المتعمق فينظر إلى قول الله فى الحديث القدسى :" إن الله عز وجل يقول يوم القيامة :يا ابن آدم مرضت فلم تعدنى قال يارب وكيف اعودك وأنت رب العالمين ؟ قال :أما علمت أن عبدى فلان مرض فلم تعده أما علمت أنك لو عدته لوجدتنى عنده "
⁃ فلو فقد المؤمن نعمة العافية فلا ييأس فإن الله تعالى يريده أن يعيش مع المنعم وأنه طوال فترة مرضه فى معية الله تعالى
⁃ ولذلك حين يقول الحق تبارك وتعالى :(يابنى إسرائيل اذكروا نعمتى التى أنعمت عليكم )معناها ان لم تكونوا مؤمنين لذاتى فاستحيوا أن ترتكبوا المعصية بنعمتى التى أنعمت عليكم ولقد جاءت النعمة هنا لأن بنى اسرائيل يعبدون الله من اجل نعمه
⁃ وغدا بإذن الله سنعرف ما المقصود بالذكر ؟وكيف يكون الذكر ؟وآثار ذكر الله سبحانه وتعالى ؟ من خلال الخواطر حول قوله تعالى :(اذكروا نعمتى )
