-->
U3F1ZWV6ZTM4NzkwMzQ5ODA4X0FjdGl2YXRpb240Mzk0NDExNDQwNzM=
الاتحاد
random
أخبار ساخنة

وقفات لخواطر الأمام في بعض آي القرآن " الحلقة ١٣٦"



     إعداد وتقديم : إيناس أبو سيف 


مازلنا فى الخواطر حول قوله تعالى :(وإذ نجيناكم من ءال فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفى ذلكم بلاء من ربكم عظيم )
ما هو السوء ؟وما معنى يسوم؟وسنتعرف كيف ان القرآن الكريم قد روى بدقة قصة كل حاكم فى زمنه؟
-قوله تعالى (يسومونكم سوء العذاب )ما هو السوء ؟
انه المشتمل على ألوان شتى من العذاب كالجلد والسخرة والعمل بالأشغال الشاقة 
-ما معنى يسوم ؟
يقال سام فلان خصمه أى أذله وأعنته وأرهقه وسام مأخوذة من سام الماشية نتركها ترعى لذلك سُميت بالسام اى المتروكة 
-وعندما يقال إن فرعون يسوم بنى اسرائيل سوء العذاب 
معناها ان كل حياتهم ذل وعذاب 
فنجد ان الله سبحانه وتعالى عندما يتكلم عن حكام مصر من الفراعنة يتكلم عن فراعنة قدماء كانوا فى عهد عاد وعهد ثمود واقرأ قوله تعالى :
(والفجر وليال عشر والشفع والوتر والليل إذا يسر هل فى ذلك قسم لذى حجر ألم تركيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التى لم يخلق مثلها فى البلاد وثمود الذين جابوا الصخر بالواد وفرعون ذى الأوتاد الذين طغوا فى البلاد فاكثروا فيها الفساد )(٢-١٢)سورة الفجر 
-أى أن الله تبارك وتعالى جاء بحضارة الفراعنة وقدماء المصريين بعد عاد وثمود وهذا دليل على ان حضارة عاد وثمود قديمة والله سبحانه وتعالى وصف عادا بأنها لم يخلق مثلها فى البلاد أى انها حضارة أرقى من حضارة قدماء المصريين 
-قد يتساءل بعض الناس كيف يصف الله سبحانه وتعالى عادا بأنها لم يخلق مثلها فى البلاد مع انه يوجد الآن حضارات متقدمة كثيرة ؟


نقول إن الله قد كشف لنا حضارة الفراعنة وآثارهم ولكنه أخفى عنا حضارة عادولقد وجدنا فى حضارة الفراعنة أشياء لم تصل اليها حتى الآن مثل براعتهم فى تحنيط الموتى والمحافظة على الجثث وبناء الأهرامات وغير ذلك وبما ان حضارة عاد كانت ارقى من حضارة الفراعنة فإنها تكون قد وصلت الى اسرار ما زالت خافية على العالم حتى الآن ولكنا لا نعرف شيئا عنهالان الله لم يكشف لنا آثارها 
-ولقد تحدث الحق تبارك وتعالى عن الفراعنة باسم فرعون وتكلم عنهم فى ايّام موسى باسم آلِ فرعون ولكن الزمن الذى كان بين عهدى يوسف وموسى لم يسم ملك مصر فرعون إنما سماه العزيز الذى هو رئيس الوزراء ورئيسه الملك وقال الحق تبارك وتعالى :(وقال الملك أئتونى بِه)من الآية ٥٠سورة يوسف 
-إذا فالحاكم أيام يوسف كان يسمى ملكا ولَم يسم فرعون بينما حكام مصر قبل يوسف وبعده كانوا يلقبون بفرعون 
ذلك لأنه قبل عهد يوسف عليه السلام حكم مصر الهكسوس أهل بنى اسرائيل فقد أغاروا على مصر وانتصروا على الفراعنة وحكموا مصر سنوات حتى تجمع الفراعنة وطردوهم منها 
والغريب ان هذه القصة لم تعرف الا بعد اكتشاف حجر رشيد وفك رموز اللغة الهيروغليفية وكان ملوك الهكسوس من الرعاة الذين استعمروا مصر فترة 
-وهكذا نعلم ان القرآن الكريم قد روى لنا بدقة قصة كل حاكم فى زمنه وصف الفراعنة بأنهم الفراعنة ثم جا ء الهكسوس فلم يكن هناك فرعون ولكن كان هناك ملك وعندما جاء موسى كان الفراعنة قد عادوا لحكم مصر فإذا كان الامر لم نعرفه الا فى مطلع القرن الخامس عندما اكتشف الفرنسيون حجر رشيد ولكن القرآن أرخ له التاريخ الصحيح منذ أربعة عشر قرنا وهذه معجزة تنضم 
لمعجزات كبيرة فى القرآن الكريم عن شئ كان مجهولا وقت نزول القرآن وأصبح معلوما الآن لنجد ان القرآن جاء به فى وضعه الصحيح والسليم 
وغدا بإذن الله تعالى سنكمل الخواطر حول نفس الآية التى نحن بصددها

الاسمبريد إلكترونيرسالة