U3F1ZWV6ZTM4NzkwMzQ5ODA4X0FjdGl2YXRpb240Mzk0NDExNDQwNzM=
الدكتور أسامة عقبي يكتب " سيد الخلق "
الدكتور أسامة عقبي يكتب : سيد الخلق
بسم الله الرحمن الرحيم
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (107) صدق الله العظيم
و في حديث شريف قال سيدنا محمد صل الله عليه وسلم: اضمنوا لي ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة: اصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيدكم. أخرجه أحمد وابن حبان والحاكم عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه وصححه الألباني في صحيح الترغيب.
هذا ديننا الإسلامي الحنيف، و هذا نبينا سيدنا محمد الذي قال عنه رب العالمين الله تبارك وتعالى " وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)"
و تتجلى الكثير من المواقف التي توضح عظمة النبي الكريم، و سنسرد بعض منها، لتكون نبراسا يضيئ لنا الطريق و قدوة في تعاملاتنا، تزامنا مع قرب الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.
يوم فتح مكة
في السنة الثامنة من الهجرة نصر الله تبارك وتعالى عبده ونبيه سيدنا محمد صل الله عليه وسلم ودخل مكة فاتحًا منتصرًا ، وأمام الكعبة المشرفة وقف جميع أهل مكة ، وقد امتلأت قلوبهم رعبا وهلعًا ، وهم يفكرون فيما سيفعله معهم رسول الله صل الله عليه وسلم - بعد أن تمكن منهم ، ونصره الله عليهم ، وهم الذين آذوه و آذوا أصحابه، ولكن رسول الله صل الله عليه وسلم، قابل كل تلك الإساءات بموقف تربوي كريم في العفو ـ يليق بمن أرسله الله رحمة للعالمين ، فقال لهم : ( ما ترون أني فاعل بكم ؟! ، قالوا : أخ كريم ، وابن أخ كريم ، قال : اذهبوا فأنتم الطلقاء ) رواه البيهقي.
الشجاعة :
مواقف لا يمكن حصرها تدل على شجاعة و إقدام المصطفى صل الله عليه وسلم ، في كافة المواقف بلا تردد، و ننشر بعض منها:
بعد أن فتح الله "مكة" على رسوله- صل الله عليه وسلم- دخلت القبائل العربية في دين الله أفواجًا إلا أن بعض القبائل المتغطرسة وفي مقدمتها "هوازن" و"ثقيف" رفضت الدخول في دين الله، وقررت حرب المسلمين، فخرج إليهم النبي- صل الله عليه وسلم- في اثني عشر ألف من المسلمين، وكان ذلك في شهر "شوال" سنة (8 ﻫ)، وعند الفجر بدأ المسلمون يتجهون نحو وادي "حنين"، وهم لا يدرون أن جيوش الكفار تختبئ لهم في مضايق هذا الوادي، وبينما هم كذلك انقضت عليهم كتائب العدو في شراسة، تراجع المسلمون ، ولم يبق مع النبي في هذا الموقف العصيب إلا عدد قليل من المهاجرين، وحينئذٍ ظهرت شجاعة النبي- صل الله عليه وسلم- التي لا نظير لها، وأخذ يدفع ناحية جيوش الأعداء، وهو يقول في ثبات وقوة وثقة :
"أنا النبي لا كذب .. أنا ابن عبد المطلب"، ثم أمر النبي- صل الله عليه وسلم- عمه "العباس" أن ينادي على أصحاب النبي- صل الله عليه وسلم- فتلاحقت كتائب المسلمين الواحدة تلو الأخرى، والتحمت في قتال شديد مع كتائب المشركين، وما هي إلا ساعات قلائل حتى تحولت الهزيمة إلي نصر مبين .
ذات ليلة سمع أهل المدينة صوتًا أفزعهم، فهب المسلمون من نومهم مذعورين وحسبوه عدوًا يتربص بهم، ويستعد للهجوم عليهم في جنح الليل فخرجوا ناحية هذا الصوت ، وحين كانوا في الطريق قابلوا النبي- صل الله عليه وسلم- راجعًا راكبًا فرسه بدون سرج ويحمل سيفه ، فطمأنهم النبي- صل الله عليه وسلم- وأمرهم بالرجوع بعد أن استطلع الأمر بنفسه- صل الله عليه وسلم- فلم تسمح مروءة النبي - صل الله عليه وسلم - وشجاعته أن ينتظر حتى يخبره المسلمون بحقيقة الأمر .
الجود والكرم :
- سيدنا محمد - صل الله عليه وسلم- أجود الناس، وأكرم الناس، وما سأله أحد شيئًا من متاع هذه الدنيا إلا أعطاه- صلى الله عليه وسلم ، و نعطي مثالا لذلك:
حينما جاء رجلاً فقيرًا للمصطفى صل الله عليه وسلم- يطلب صدقة فأعطاه النبي غنمًا كثيرة تملأ ما بين جبلين ، فرجع الرجل إلي قومه
فرحًا سعيدًا بهذا العطاء الكبير، وأخذ يدعو قومه إلى الإسلام، واتباع النبي الكريم، وهو يخبرهم عن عظيم سخاء النبي- صل الله عليه وسلم- ، وغزارة جوده وكرمه فهو يعطي عطاء من لا يخاف الفقر أو الحاجة .
فعن أنس قال : "ما سئل رسول الله- صل الله عليه وسلم- على الإسلام شيئًا إلا أعطاه .
قال فجاءه رجل فأعطاه غنمًا بين جبلين فرجع إلي قومه فقال : يا قوم أسلموا فإن محمدًا يعطي عطاءً لا يخشى الفاقة" (رواه مسلم)
ندعو إلى الله تبارك وتعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، الله تبارك وتعالى أمر نبيه بذلك
ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125)
ديننا يدعو للسلام و نبينا سيدنا محمد صل الله عليه وسلم قدوتنا يدعونا بالتحلي بالاخلاق الكريمة و حسن الخلق
«إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا" صدق رسول الله صل الله عليه وسلم
و اختم بقول الله تبارك وتعالى :
لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21) الأحزاب.