البرامج المجانية هى تلك التطبيقات والألعاب التى يتم تحميلها على الهاتف المحمول أو جهاز الحاسب الآلى بلا مقابل، هل هى حقا بلا مقابل، فنحن نسعى ونفرح بكل ما هو مجانى، و هذا السلوك طبيعى وليس غريباً على البشر، ولكن هل توجد أشياء مجانية حقا؟، عذرا لا يوجد شئ بلا مقابل، إذا لم تدفع ثمن مقابل سلعة فـتأكد بأنك أنت ثمن تلك السلعة، والسؤال الذى يفرض نفسة علينا عند التفكير قليلا ما هي الفائدة التي تعود على مطورى ومنتجى هذه التطبيقات والالعاب المجانية من برامجهم المجانية فهم يبذلون مجهود ويتحملون تكاليف ومصروفات كثيرة من مرتبات خيالية لتصميم وتطوير تلك التطبيقات والالعاب ومقرات ادارية حتى يتم انتاج هذه التطبيقات والالعاب المجانية ثم لا يكون لهم عائد منها، فهل يعقل أنه لا توجد أي فائدة مباشرة أو غيرمباشرة من كل هذه البرامج المجانية المنتشرة اليوم، قبل الإجابة على هذا السؤال يجب ان نفرق بين الهدف بشكل عام وبين الربح المالى المباشر والربح الغير مباشر، فانت حقا من يستخدم التطبيق، ولكن قد تتحول انت الى سلعة وهناك آخرون يدفعون الثمن، ليس هناك شىء مجانى بل هناك تنازل بمحض ارادتك لبعض الأشياء مقابل منحك حق تحميل التطبيق أو اللعبة، تتنازل عن خصوصية بياناتك مقابل التمتع بالتحميل المجانى، على سبيل المثال لا الحصر، السماح للتطبيق باستخدام المايك الخاص بك ولابد من الموافقة لاستمرار تحميل التطبيق على الجهاز، السماح باستخدام الكاميرا، السماح باستخدام قائمة الاتصال، السماح باستخدام الصور الخاصة بك، وما الى ذلك من موافقات تتنازل بها بمحض ارادتك عن خصوصية بياناتك ولابد من الموافقة والا سيتوقف تحميل البرنامج فوراً، ومن هنا تحول التطبيق او اللعبة الى جاسوس شرعى بموافقة ومباركة منك شخصيا أنت الذى أعطيت له كل تلك الصلاحيات، وفى حالة رفض الموافقة يتم التوقف عن تحميل التطبيق على الجهاز، هنا الاجابة على السؤال هل تلك التطبيقات بلا ثمن أم بياناتك وخصوصياتك هى الثمن، إنها ليست مجانية يا سادة شرط تنازلك عن خصوصياتك وبياناتك ثمن التطبيق او اللعبة.
والسؤال الذى يفرض نفسة علينا، ماذا يفعل بتلك الصلاحيات فأنا شخص عادى ولايوجد صور على جهازى لماذا يتجسس على؟
التجسس الشرعى هنا يكون فى الأغلب بغرض تجارى من خلال الاستفادة من الاعلانات، بعض الشركات تكسب من خلال نشر الاعلانات على برامجها المجانية أضعاف ما كانت لتسكبة لو أنها باعت برامجها مباشرة، فهى تستخدم طرق أخرى للربح، فالإعلانات الالكترونية تزدهر يوما بعد يوم وفيها الكثير من المكاسب والأرباح. مثل عرض الإعلانات الإجبارية وبعض هذه الإعلانات يمكن أن تكون ضارة وتعرضك للاختراق من قبل الأطراف الأخرى التي تستغل بعض الثغرات في شركات الإعلانات، كما لا ننسى الإعلانات المُنبثقة المُزعجة والتي قد تتسبب في بطئ للأجهزة.
والكثير من تلك التطبيقات تستخدم الذكاء الاصطناعى فى عرض الاعلانات، فكم منا عندما يتحدث مع صديق أو فى منزلة مع الأسرة بشان موضوع ما نجد الفيس بوك يرسل لة إعلانات بشان هذا الموضوع، نعم الفيس بوك هو أحد التطبيقات المجانية التى لم تدفع ثمن مقابل تحميله وأعطية كافة الصلاحيات لاستخدام المايك فيقوم من خلال برنامج صغير جدا بسماع كل أحاديثك وتحليلها ومعرفة رغباتك وإرسال الإعلانات التى تفكر فيها؟
البعض عندما يجد إعلانات مموله عن رحلات للاقصر مثلا، وهوكان لسة بيتكلم فيها مع زوحتة عن النية للسفر الى الاقصر يتسأل هو الفيس بوك كان سامعنا؟ نعم الفيس بوك سامع حضرتك، وأنت الذى سمح له باستخدام المايك والكاميرا واشياء كثيرة فى البداية فلا تتعجب؟
وأيضا من خلال استخدام نظام تحديد المواقع بمجرد زيارة مدينة مختلفة عن محل اقامتك تجد إعلانات المطاعم والفنادق لتلك المدينة وأماكن الترفيه من الإعلانات المموله فلا تتعجب فالجاسوس الشرعى يستخدم أنظمة الذكاء الاصطناعى لإرسال الإعلانات المتوافقة مع رغباتك
اذ كنا نتحدث الان عن الهاتف المحمول والحاسب الالى بانواعة إلا أن جميع الاجهزة الحديثة السمارت المرتبطة بالانترنت من تليفزيونات وثلاجات وما يستجد تشكل جاسوس فى المنزل.
إذا كان هذا بشان التجسس التجارى إلا أننى متاكد جدا أن هناك أغراض سياسية ولكن غير معلنة فى السابق كان تكلفة زرع جاسوس فى دوله يحتاج الى مشقة وتكاليف وتدريب وخطورة أما الآن من خلال تطبيق يمكن جمع كافة المعلومات التى أرغب فيها بدون اى مشقة،
هناك مئات بل الالاف التطبيقات والالعاب المجانية وغير معلومه المصدر وكم التطبيقات التى تم الغائها من متجر جوجل للتطبيقات المجانية بسبب نشرها فيروسات، فحذار عن تحميل تطبيق أو لعبة مجانية، ملاحظة أخيرة وهامة غلق الجهاز لا يمنع من استخدام المايك او الكاميرا، وجميع الاجهزة الحديثة لايمكن فصل البطارية، فنصيحة يفضل وضع الجهاز فى مكان خارج الغرفة.
حفظ الله مصر والمصريين من كل شر