تقوم العلاقات المصرية الفرنسية على أسس تاريخية وحضارية وثقافية ، فقد كان للبعثة العلمية المرافقة للحملة الفرنسية على مصر السبق فى فك طلاسم حجر رشيد وقراءة اللغة المصرية القديمة .
وهذا الأمر ساهم فى التعرف على الحضارة المصرية القديمة وفهم ماتركوه من كتابات على الجدران والمعابد والمسلات ، وشكلت بعثات الطلاب المصريين إلى فرنسا ركنا مهما فى بناء الدولة الحديثة منذ أيام محمد على .
وقد حافظت مصر وفرنسا على علاقات متميزة فى العصر الحديث على جميع المستويات ومختلف المجالات السياسية والإقتصادية والثقافية والتعليمية والعسكرية وغيرها .
وعلى المستوى السياسى يتم التنسيق والتفاهم والتشاور الدائم بين الجانبين للتعامل مع التحديات فى منطقة الشرق الأوسط وتجاه القضايا الإقليمية والدولية أيضا .
وعلى المستوى الإقتصادى تشهد مصر وفرنسا علاقات متبادلة فى شتى المجالات والأرقام تبين ذلك من خلال السنوات السابقة فهى فى ازدياد دائم كل عام حتى انها وصلت عام ٢٠١٩ الى ٢٥٣ر٢ مليار دولار .
ويعتبر القمح أحد أهم البنود السلعية التى يتم إستيرادها من فرنسا تليه الأدوية كما يتضمن قطاع الإستثمار الفرنسي فى مصر فى الصناعة والإتصالات وتكنولوجيا المعلومات والإستثمارات الزراعية والسياحة والنقل والإنشاءات والتجارة ومشروعات البنية التحتية الكبرى من خلال شركات فرنسية كبرى وايضا فى مجال الطاقة والطاقة المتجددة ونقل وتوزيع الكهرباء والمياة والصرف الصحى .
وفى مجال التعاون الثقافى والعلمي والتقني أيضا مثل التعاون فى مجال علم الآثار ومجال التدريب والتعاون مع المدرسة الوطنية للإدارة والمعهد الوطني للقضاة الفرنسي .
وعلى المستوى العسكري فلقد عقدت مصر عدة إتفاقيات عسكرية وكذلك إجراء عددا من التدريبات والمناورات العسكرية المشتركة ، وتتعاون الدولتان ايضا فى التجهيزات والمعدات العسكرية مثل طائرات الرافال الهجومية الحديثة وحاملات الطائرات والفرقاطات البحرية ويعتبر إنضمام هذه الأسلحة لمصر قفزة كبيرة وإضافة لقواتنا المسلحة ونقلا لتكنولوجيا التصنيع الحربى والبناء وذلك لحماية الأمن القومي المصرى والعربي .
وتأتى زيارة الزعيم المصرى عبد الفتاح السيسى إلى فرنسا فى هذا التوقيت الهام لتأكيد ريادة مصر كقوة إقليمية فى منطقة الشرق الأوسط ، كما أنها ضرورية أيضا
فى ضوء ماهو محتمل حدوثه من تغييرات فى المشهد الدولى وذلك بعد تنصيب الرئيس الأمريكى الجديد جو بايدن فى ٢٠ يناير القادم ولايستطيع أى سياسى ولايستبعد أن يجزم ماإذا كان هذا التغيير للأفضل أم للأسواء ولكن من المؤكد أن العالم مقبل على تغيير كبير فى السياسات والتحالفات .
وأخيرا فلقد استقبل السيد الرئيس السيسى استقبال رائع وممتاز وكبير وفائق فاق كل التوقعات الدولية وهى من افضل الزيارات الخارجية للسيد الرئيس وهى ايضا زيارة ناجحة بكل المقاييس …. وتحيا جمهورية مصر العظمى .


