U3F1ZWV6ZTM4NzkwMzQ5ODA4X0FjdGl2YXRpb240Mzk0NDExNDQwNzM=
وقفات لخواطر الإمام في بعض آي القرآن " الحلقه167"

إعداد و تقديم : إيناس أبو سيف
مازلنا فى الخواطر حول قوله تعالى :(وإذأخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ماءاتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون)الآية٦٣ سورة البقرة
سنتعرف من خلال خواطر هذه الاية على
هل التزم اليهود بالتكليف ؟
هل الله سبحانه وتعالى يكلف الانسان ما يطيق ؟والدليل على ذلك؟
-بعد ان اغرق الله فرعون وقومه ذهب موسى لميقات ربه ليتلقى عنه التوراة فعبد بنو اسرائيل العجل وعندما عاد موسى بالتوراة وبالألواح وجدوا فى تعاليمها مشقة عليهم وقالوا نحن لا نطيق هذا التكليف وفكروا الا يلتزموا به وألا يقبلوه
-هل الله سبحانه وتعالى يكلف الانسان ما يطيق أم لا؟
التكليف هو من مكلف هو الله سبحانه وتعالى وهم يقولون ان الله سبحانه وتعالى كلفهم ما لا يطيقون مع أن الله جل جلاله لا يكلف نفسا الا وسعها
هذا هو المبدأ الايمانى الذى وضعه الله جل جلاله
-يظن بعض الناس أن معنى الآية الكريمة :-(لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )
من الآية٢٨٦سورة البقرة
يظنون أننا نضع أنفسنا حكما على تكليف الله
فإن كنا نعتقد أننا نقدر على هذا التكليف نقول هو من الله وإن كنا نعتقد أننا لا نقدر عليه بحكمنا نحن نقول لم يكلفنا بهذا لأنه فوق طاقتنا
-ولكن الحكم الصحيح هل كلفك الله بهذا الأمر أم لم يكلفك ؟
إن كان الله قد كلفك فهو عليم بأن ذلك فى وسعك لأن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها
-ونحن نسمع الآن صيحات تقول أن العصر لم يعد يحتمل وأن ظروف الدنيا وسرعة الحركة فيها وسرعة الأحداث هى تبرير أنه ليس فى وسعنا أن نؤدى بعض التكاليف
ربما كان هذا التكليف فى الوسع فى الماضى عندما كانت الحياة بسيطة وحركتها بطيئة ومشاكلها محدودة
-نقول لمن يردد هذا الكلام إن الذى كلفك قديما هو الله سبحانه وتعالى إنه يعلم أن فى وسعك أن تؤدى التكليف وقت نزوله وبعد آلاف السنين من نزوله حتى قيام الساعة
-والدليل على ذلك أن هناك من يقوم بالتكليف ويتطوع بأكثر منه ليدخل فى باب الإحسان
فهناك من يصلى الفروض وهى التكليف وهناك من يزيد عليها السنن وهناك من يقيم الليل فيظل يتقرب إلى الله تبارك وتعالى بالتطوع من جنس ما فرض
وهناك من يصوم رمضان ومن يتطوع ويصوم أوائل الشهور العربية أو كل اثنين وخميس على مدار العام أو فى شهرى رجب وشعبان
وهناك من يحج مرة ومن يحج مرات وهناك من يلتزم بحدود الزكاة ومن يتصدق بأكثر منها
-إذا كل التكاليف التى كلفنا الله سبحانه وتعالى بها فى وسعنا وأقل من وسعنا ولا يقال أن العصر اختلف فنحن الذين نعيش هذا العصر بكل ما فيه من متغيرات نقوم بالتكاليف ونزيد عليها دون أى مشقة
-وغدا بإذن الله تعالى سنكمل باقى الخواطر حول نفس الآية وسنتعرف من خلالها لماذا رفع الله سبحانه وتعالى الطور فوق بنى إسرائيل ؟