U3F1ZWV6ZTM4NzkwMzQ5ODA4X0FjdGl2YXRpb240Mzk0NDExNDQwNzM=
وقفات لخواطر الإمام في بعض آي القرآن " الحلقه 168"
إعداد و تقديم : إيناس أبو سيف
مازلنا فى الخواطر حول قوله تعالى :(وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ماءاتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون)
سنتعرف من خلال خواطر هذه الآية على
لماذا رفع الله الطور فوق بنى إسرائيل ؟
الله سبحانه وتعالى رفع فوق بنى اسرائيل الطور رحمة بهم تماما كما يمسك الطبيب المشرط ليزيل صديدا تكون داخل الجسد لأن الجسد لا يصح بغير هذا
-لذلك عندما اراد الله سبحانه وتعالى أن يصيب بفضله ورحمته بنى اسرائيل رغم أنوفهم رفع فوقهم جبل الطور الموجود فى سيناء وقال لهم تقبلوا التكليف أو اطبق عليكم الجبل تماما كما اهلك الله تبارك وتعالى الذين كفروا ورفضوا الايمان وقاوموا الرسل الذين من قبلهم
-قد يقول البعض إن الله سبحانه وتعالى أرغم اليهود على تكليف وهو القائل :(لا اكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى )من الآية ٢٥٦ سورة البقرة
وقوله تعالى :(فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر )
نقول إن الله جل جلاله لم يرغم أحدًا على التكليف ولكنه رحمة منه خيرهم بين التكليف وبين عذاب يصيبهم فيهلكهم وهذا العذاب هو أن يطبق عليهم جبل الطور
إذا المسألة ليس فيها اجبار ولكن فيها تخيير
-وقد خير الذين من قبلهم بين الإيمان والهلاك فلم يصدقوا حتى اصابهم الهلاك ولكن حينما رأى بنو إسرائيل فوقهم خضعوا ساجدين على الأرض وسجودهم دليل على انهم قبلوا المنهج ولكنهم كانوا وهم ساجدون ينظرون الى الجبل فوقهم خشية أن يطبق عليهم
-ولذلك تجد سجود اليهود حتى اليوم على جهة من الوجه بينما الجهة الأخرى تنظر إلى أعلى وكان ذلك خوفا أن ينقض الجبل عليهم
-ولو سألت يهوديا لماذا تسجد بهذه الطريقة ؟
يقول لك أحمل التوراة ويهتز منتفضا نقول انهم اهتزوا ساعة أن رفع الله جل جلاله جبل الطور فوقهم فكانوا فى كل صلاة يأخذون نفس الوضع
-والذين شهدوها من اولادهم وذريتهم أعتقدوا أنها شرط من شروط السجود عندهم ولذلك اصبح سجودهم على جانب من الوجه ونظرهم إلى أعلى من شئ يخافون منه أى أن الصورة التى حدثت لهم ساعة رفع جبل الطور لازالوا باقين عليها حتى الآن
-وفى هذه الآية الكريمة يقول الحق تبارك وتعالى :(وإذ رفعنا فوقكم الطور٠٠٠٠)
وفى آية أخرى يقول المولى عز وجل فى نفس ما حدث :(وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم خذوا ما ءاتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون)١٧١سورة الاعراف
-نتقنا كأنه الجبل وتد فى الأرض ونريد أن نخلعه فنحركه يمينا ويسارا حتى يمكن ان يخرج من الأرض
هذه الحركة والزحزحة والجذب هى النتق
والجبل كالوتد تماما يحتاج الى هز وزعزعة وجذب حتى يخرج من مكانه
وهذه الصورة عندما حدثت خشعوا وسجدوا وتقبلوا المنهج
-وغدا بإذن الله تعالى سنكمل باقى الخواطر حول نفس الآية حول قوله تعالى :(خذوا ما ءاتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون)