-->
U3F1ZWV6ZTM4NzkwMzQ5ODA4X0FjdGl2YXRpb240Mzk0NDExNDQwNzM=
الاتحاد
random
أخبار ساخنة

وقفات لخواطر الإمام في بعض آي القرآن" الحلقه 170"







   إعداد و تقديم : إيناس أبو سيف
 و نبدأ الأن فى خواطر حول آية جديدة وهى قوله تعالى :(ثم توليتم من بعد ذلك فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين )
وسنتعرف من خلال خواطر هذه الآية على ماذا فعل اليهود بعد تذكرهم للمنهج؟
وما الفرق بين الرحمة والفضل ؟وما علاقة ذلك بالآية التى نحن بصددها ؟
-يقول الحق تبارك وتعالى :(ثم توليتم من بعد ذلك )أى اعرضتم عن منهج الله ونسيتموه ولم تلتفتوا إليه 
-(ولولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين)
ما الفضل ؟وما الرحمة؟
الفضل هو الزيادة عما تستحق 
يقال لك هذا حقك وهذا فضل منى أى زيادة عن حقك
-عن عائشة رضى الله عنها عن النبى صلى الله عليه وسلم قال :(سددوا وقاربوا وأبشروا فإنه لا يدخل أحدًا الجنة بعمله قالوا:ولا انت يارسول الله ؟
قال:ولا أنا الا ان يتغمدني الله بمغفرة ورحمة)رواه البخارى ومسلم واحمد وابن ماجة والدارمي
-فإذاتساءلت كيف يتم هذا ؟وكيف أنه لا أحد يدخل الجنة بعمله ؟
نقول نعم لأن عمل الدنيا كله لا يساوى نعمة من نعم الله على خلقه فانت تذكرت  العمل ولم تتذكر الفضل
-وكل من يدخل الجنة فبفضل الله سبحانه وتعالى حتى الشهداء الذين اعطوا حياتهم وهى كل ما يملكون فى هذه الدنيا يقول الحق سبحانه وتعالى عنهم :(فرحين بما ءاتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون) ١٧٠ سورة آل عمران
فإذا كان هؤلاء الشهداء وهم فى أعلى مراتب الجنة قد دخلوا الجنة بفضل الله فما بالك بمن هم أقل منهم أجرا 
-والله سبحانه وتعالى له فضل على عباده جميعا ًواقرأ قوله تعالى:(إن الله لذو فضل على الناس ولكن اكثر الناس لا يشكرون)
من الآية ٢٤٣سورة البقرة
-أما الرحمة فهى التى فتحت طريق التوبة لغفران الذنوب 
-والله سبحانه وتعالى يريد أن يلفتنا إلى أنه لولا هذا الفضل لبنى إسرائيل ولولا أن فتح الله لهم باب الرحمة والمغفرة ليعودوا مرة اخرى  إلى ميثاقهم ومنهجهم 
لولا هذا لكانوا من الخاسرين الذين أصابهم خسران فى الدنيا والآخرة 
-لكن الله سبحانه وتعالى بفضل منه ورحمة قد قادهم إلى الدين الذى حفظه الله تبارك وتعالى بقدرته من أى تحريف فرفع عنهم عبء حفظ الكتاب وما ينتج عن ذلك من حمل ثقيل فى الدنيا 
ورحمهم برسول صلى الله عليه وسلم الذى أرسله رحمة للعالمين مصداقا لقوله تعالى :(وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )١٠٧سورة الانبياء 
واعطاهم فضل هذا الدين الخاتم الذى حسم قضية الإيمان فى الكون 
-ومع هذه الرحمة وهذا الفضل بأن نزل إليهم فى التوراة أوصاف رسول الله صلى الله عليه وسلم وموعد بعثه فتح لهم بابا حتى لا يصبحوا من الخاسرين ولكنهم تركوا هذا الباب كما تولوا عن دينهم
-وبذلك نكون قد انتهينا من الخواطر حول هذه الآية وغدا بإذن الله تعالى سنبدأ فى خواطر حول آية جديدة وهى قوله تعالى :(ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم فى السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين)

الاسمبريد إلكترونيرسالة