U3F1ZWV6ZTM4NzkwMzQ5ODA4X0FjdGl2YXRpb240Mzk0NDExNDQwNzM=
وقفات لخواطر الإمام في بعض آي القرآن ،" الحلقه 184"

إعداد و تقديم إيناس أبو سيف
والآن مازلنا فى الخواطر حول نفس الآية السابقة وهى قوله تعالى (قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقى الحرث مسلمة لا شية فيها قالوا الآن جئت بالحق فذبحوها وما كادوا يفعلون )
وسنتعرف من خلال خواطر هذه الآية على القضية الايمانية التى خدمها تباطؤ بنى إسرائيل
-قوله تعالى (وما كادوا يفعلون )
يدلنا على أنهم حاولوا الابطاء فى التنفيذ والتلكؤ
-إننا لابد أن نلتفت إلى أن التباطؤ من بنى إسرائيل فى التنفيذ خدم قضية إيمانية أخرى
فالبقرة التى طلبها الله منهم بسبب عدم قيامهم بتنفيذ الأمر فور صدوره لهم بقرة نادرة لاتتكرر
والمواصفات التى أعطيت لهم فى النهاية لم تكن تنطبق إلا على بقرة واحدة ليتحكم صاحبها فى ثمنها ويبيعها بأغلى الأسعار
-والقصة أنه كان هناك فى بنى إسرائيل رجل صالح يتحرى الحلال فى الرزق والصدق فى القول والايمان الحقيقى بالله وعندما حضرته الوفاة كان عنده عجلة وكان له زوجة وابنهما الصغير ماذا يفعل وهو لا يملك سوى العجلة
-اتجه إلى الله وقال ؛اللهم أنى استودعك هذه العجلة لولدى ثم اطلقها فى المراعى لم يوص عليها أحدًا ولكن استودعها الله
استودعها يد الله الامينة على كل شىء ثم قال لامرأته إنى لا املك إلا هذه العجلة ولا آمن عليها إلا الله ولقد اطلقتها فى المراعى
-وعندما كبر الولد قالت له أمه :إن أباك قد ترك لك وديعة عند الله وهى عجلة فقال :ياأمى وأين أجدها ؟
قالت :كن كأبيك هو توكل واستودع وانت توكل واسترد
-فقال الولد :اللهم رب إبراهيم ورب موسى رد إلى ما استودعه ابى عندك فاذا بالعجلة تأتى إليه وقد اصبحت بقرة فأخذها ليريها لأمه وبينما هو سائر رآه بنو إسرائيل فقالوا ان هذه البقرة هى التى طلبها الرب وذهبوا إلى صاحب البقرة وطلبوا شراءها فقال بكم قالوا ثلاثة دنانير فذهب ليستشير أمه فخافوا أن ترفض وعرضوا عليه ستة دنانير قالت أمه لا لا تباع
فقال الابن لن ابيعها إلا بملء جلدها ذهبا فدفعوا له ما اراد
وهكذا نجد أن صلاح الأب يجعل الله حفيظا على اولاده يرعاهم وييسر لهم امورهم هكذا نكون قد انتهينا من الخواطر حول الآية التى نحن بصددها
وغدا بإذن الله تعالى سنبدأ فى خواطر حول آية جديدة