-->
U3F1ZWV6ZTM4NzkwMzQ5ODA4X0FjdGl2YXRpb240Mzk0NDExNDQwNzM=
الاتحاد
random
أخبار ساخنة

وقفات لخواطر الإمام في بعض آي القرآن " الحلقه 185"

 



إعداد و تقديم إيناس أبو سيف

والآن سنبدأ فى خواطر حول آية جديدة وهى قوله تعالى :(وإذ قتلتم نفسافدارءتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون )
وسنتعرف من خلال خواطر هذه الآية على قصة القتيل التى تتحدث عنها الآية الكريمة 
وما المقصود بقوله تعالى (إدارءتم فيها)؟
وما الذى كان الله سبحانه وتعالى يريده من ذكر هذه الجريمة ؟
-قصة القتيل هى أن رجلا ثريا من بنى إسرائيل لم يكن له ولد يرثه وكان له اقارب كل منهم يريد أن يستأثر بأموال هذا الرجل 
-المال والذهب حياة بنى إسرائيل فتآمر على هذا الرجل الثرى أبن أخيه فقتله ليرثه ويستولى على أمواله ولكنه أراد أن يبعد التهمة عن نفسه فحمل الجثة وألقاها على باب قرية مجاورة ليتهم اهلها بقتل الثرى 
-وفى الصباح قام أهل القرية ووجدوا جثة الثرى امام قريتهم ووجدوه غريبا عن القرية فسألوا من هو ؟حتى وصلوا إلى ابن اخيه فتجمع أهل القتيل واتهموهم بقتله وكان أشدهم تحمسا فى الاتهام القاتل ابن أخيه 
وليس من الضروري أن يتهم احدا آخر غيره المهم أن يدفعها عن نفسه 
-ولقد حاول أهل القريتين قرية القتيل والقرية التى وجدت أمامها الجثة أن يدفع كل منهما الشبهة عن نفسه ويتهم بها الآخر
ولم يكن هناك دليل دامغ يرجح اتهاما محددا بل كانت الأدلة ضائعة ولذلك استحال توجيه اتهام لشخص دون أخرى 
-وكان التشريع فى ذلك الوقت ينص على انه إذا وجد قتيل على باب قريةولم يستدل على قاتله 
فإن قرية القتيل وأهله يأخذون خمسين رجلا من أعيان القرية التى وجدت بجوارها الجثة فيلقوا اليمين بأنهم ما قتلوه ولا علموا قاتله وإذا كان الاكابر اقل من خمسين رجلا تكررت الأيمان حتى تصير خمسين يمينا فيحلفون أنهم ما قتلوه ولا يعرفون قاتله عندها يتحمل بيت المال دية القتيل 
-قوله تعالى :(إدارءتم)
الدرأ هو الشئ حين يجئ اليك وكل واحد ينفيه عن نفسه 
أى ان كلا منكم يريد أن يدفع الجريمة عن نفسه فكل واحد يقول لست انا 
وليس من الضروري ان يتهم أحدًا آخر غيره المهم ان يدفعها عن نفسه
-كان الله سبحانه وتعالى يريد شيئا آخر من ذكر هذه الجريمة 
يريد أن يرد على جحود بنى إسرائيل باليوم الآخر 
ويجعل الميت يقف أمامهم وينطق اين قاتله ويجعلهم يرون البعث وهم أحياء 
-لذلك قال تعالى (والله مخرج ما كنتم تكتمون)
أى أن بنى إسرائيل أو اولئك الذين ارتكبوا الجريمة دبروها على ان تبقى فى طى الكتمان فلا احد يعلم عنها شيئا 
لذلك جاء الشاب وقتل عمه دون ان يراه احد ثم حمل الجثة خفية فى ظلام الليل وخرج بها فلم يلتفت احد اليه ثم ذهب الى قرية مجاورة والقى الجثة وهم نائمون وانصرف عائدا 
-كانت كل هذه الخطوات فى رأيه ستجعل الجريمة غامضة لا تنكشف ابدا ولا يعرف سرها احدا  
ولكن اراد الحق تبارك وتعالى عكس ذلك أراد ان يكشف الجريمة بطريقة لا تحتمل الجدل وفى نفس الوقت يرد على جحود بنى إسرائيل للبعث بأن يريهم البعث وهم احياء
-وبذلك نكون قد انتهينا من خواطر هذه الاية التى نحن بصددها 
وغدا باذن الله تعالى سنبدأ فى خواطر حول آية جديدة


الاسمبريد إلكترونيرسالة