U3F1ZWV6ZTM4NzkwMzQ5ODA4X0FjdGl2YXRpb240Mzk0NDExNDQwNzM=
وقفات لخواطر الإمام في بعض آي القرآن " الحلقه 187"

إعداد و تقديم إيناس أبو سيف
مازلنا فى الخواطر حول قوله تعالى (ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهى كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار
وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون )
وسنتعرف من خلال خواطر هذه الآية على
بما شبه الله سبحانه وتعالى القلوب فى هذه الآية؟
وكيف تكون القلوب أشد قسوة من الحجارة ؟
-يشبه الحق تبارك وتعالى قسوة قلوبهم (فهى كالحجارة أو أشد قسوة)
الحجارة هى الشئ القاسى الذى تدركه حواسنا ومألوف لنا ومألوف لبنى إسرائيل أيضا لأن لهم مع الحجارة شوطا كبيرا عندما تاهوا فى الصحراء وعندما عطشوا وكان موسى عليه السلام يضرب لهم الحجر بعصاه
-الله تبارك وتعالى لفتهم الى ان المفروض ان تكون قلوبهم لينة ورقيقة حتى ولو كانت فى قسوة الحجارة ولكن قلوبهم تجاوزت هذه القسوة فلم تصبح فى شدة الحجارة وقسوتها بل هى أشد
-ولكن كيف تكون القلوب اشد قسوة من الحجارة ؟
لا تنظر الى ليونة مادة القلوب ولكن انظر إلى ادائها لمهمتها
الجبل قسوته مطلوبة لأن هذه مهمته أن يكون وتدا للأرض صلبا قويا ولكن هذه القسوة ليست مطلوبه من القلب وليست مهمته
-أما قلوب بنى إسرائيل فهى أشد قسوة من الجبل والمطلوب فى القلوب اللين وفى الحجارة القسوة
فكل صفة مخلوقة لمخلوق ومطلوبة لمهمة
فالخطاف مثلا أعوج
هذا العوج يجعله يؤدى مهمته على الوجه الأكمل فعرج الخطاف استقامة لمهمته وحين تفسد القلوب وتخرج من مهمتها تكون أقسى من الحجارة وتكون على العكس تماما من مهمتها
وغدا بإذن الله تعالى سنكمل باقى الخواطر حول نفس الآية التى نحن بصددها
وسنتعرف من خلالها على ما المراد بقوله (وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لمًا يشقق فيخرج منه الماء )؟
ما الفرق بين تفجر الأنهار من الحجارة وبين تشققها ليخرج منها الماء ؟
وما المقصود بقوله تعالى (وما الله بغافل عما تعملون )؟