-->
U3F1ZWV6ZTM4NzkwMzQ5ODA4X0FjdGl2YXRpb240Mzk0NDExNDQwNzM=
الاتحاد
random
أخبار ساخنة

وقفات لخواطر الإمام في بعض آي القرآن " الحلقه 188"

 


إعداد و تقديم إيناس أبو سيف

ما زلنا فى الخواطر حول قوله تعالى (ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهى كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لمايشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون )
وسنتعرف من خلالها ما المراد بقوله (وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء )؟
وما الفرق بين تفجر الأنهار من الحجارة وبين تشققها ليخرج منها الماء ؟
وما المقصود بقوله(وما الله بغافل عما تعملون )؟
-يقول الحق تبارك وتعالى (وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء )
هنا يذكرهم الله لما رأوه من الرحمة الموجودة فى الحجارة عندما ضرب موسى الحجر بالعصا فانفجرت منه العيون وذلك مثل حسى شهدوه 
يقول لهم الحق :إن الرحمة تصيب الحجارة فيتفجر منه الأنهار ويخرج منه الماء ويقول سبحانه (وإن منها لما يهبط من خشية الله 
-إذا الحجارة يصيبها اللين والرحمة فيخرج منها الماء ولكن قلوبكم إذا قست لا يصيبها لين ولا رحمة فلا تلين ابدا ولا تخشع ابدا 
والله نزل عليكم التوراه واعطاكم من فضله ورحمته وستره ومغفرته كان المفروض أن تلين قلوبكم لذكر الله 
-ولكن ما الفرق بين تفجر الأنهار من الحجارة وبين تشققها ليخرج منها الماء ؟

عندما تتفجر الحجارة يخرج منها الماء نحن نذهب إلى مكان الماء لنأخذ حاجتنا 
ولكن عندما تتفجر منه الأنهار فالماء هو الذى يأتى إلينا ونحن فى أماكننا وفرق بين عطاء تذهب إليه وعطاء يأتى إليك 
-أما هبوط الحجر من خشية الله فذلك حدث عندما تجلى الله للجبل  فجعله دكا واقرأ قوله تعالى (فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا )من الآية ١٤٣سورة الأعراف 
ويذكرهم الحق سبحانه وتعالى كيف أن الجبل حين تجلى الله له هبط وانهار من خشية الله 
وهكذا لا يعطيهم الأمثلة مما وقع لغيرهم ولكن يعطيهم أمثلة مما وقع لهم 
-وقوله تعالى (وما الله بغافل عما تعملون )
أى تذكروا أن الله سبحانه وتعالى لا يغيب عنه شئ وأن كل ما تعملونه يعرفه وأنكم ملاقوه يوم القيامة ومحتاجون لرحمته ومغفرته فلا تجعلوا قلوبكم تقسو حتى لا يطردكم الله من رحمته كما خلت قلوبكم من ذكره
-وبذلك نكون قد انتهينا من خواطر هذه الآية التى نحن بصددها 
وغدا بإذن الله تعالى سنبدأ فى خواطر حول آية جديدة


الاسمبريد إلكترونيرسالة