U3F1ZWV6ZTM4NzkwMzQ5ODA4X0FjdGl2YXRpb240Mzk0NDExNDQwNzM=
وقفات لخواطر الإمام في بعض آي القرآن "الحلقه 191"

إعداد و تقديم إيناس أبو سيف
مازلنا فى الخواطر حول قوله تعالى (أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون )
وسنتعرف من خلال خواطر هذه الآية على ما هو الطمع ؟
وماذا يدل إختيار كلمة فريق فى الآية؟
وماذا لو جاء القرآن بالحكم عاما ؟
قوله تعالى (ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون )معصية مركبة كيف ذلك ؟
-ما هو الطمع؟
الطمع هو رغبة النفس فى شئ غير حقها وإن كان محبوبا لهاوالأصل فى الانسان العاقل ألا يطمع إلا فى حقه
والانسان أحيانا يريد أن يرفه حياته ويعيش مترفا ولكن بحركة حياته كما هى
نقُول له إذا أردت أن تتوسع فى ترفك فلابد ان تتوسع فى حركة حياتك
لأنك لو اترفت على حياة غيرك فسيفسد ميزان حركة الحياة فى الأرض
أى ان كنت تريد أن تعيش حياة متزنة فعش على قدر حركة حياتك لأنك إن فعلت غير ذلك فتسرق وترتشى وتفسد فإن كان عندك طمع فليكن فيما نقدر عليه
-إذا فكلمة (أفتطمعون)هنا تحدد أنه يجب ألا نطمع إلا فيما نقدر عليه
هؤلاء اليهود هل نقدر أن نجعلهم يؤمنون؟يقول الله تبارك وتعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم هذا أمر زائد على ما كلفت به لأن عليك البلاغ حتى ولو كان محببا الى نفسك
فإن مقدماتهم مع الله لا تعطيك الأمل فى إنك ستصل الى النتيجة التى ترجوها
-ماذا يدل اختيار كلمة فريق فى الآية ؟
الحق سبحانه وتعالى يقول (وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله )
انظر الى الامانة والدقة فريق منهم وليس كلهم هذا هو ما استنبط منه العالم نظرية صيانة الاحتمال وهى عدم التعميم بحيث نقول أنهم جميعا كذا لابد أن تضع احتمالا أن شخصا ما سيؤمن او سيشذ ويخالف
هنا فريق من اهل الكتاب عرفوا صفات الرسول صلى الله عليه وسلم من التوراة والانجيل وعندما بعث آمنوا به وهؤلاءلم يحرفوا كلام الله
-أما ماذا لو جاء حكم القرآن عاما؟
لتغيرت نظرة الكافرين للإسلام ولقالوا لقد قال عنا هذا الدين اننا حرفنا كتاب الله ولكننا لم نحرفه وننتظر رسوله فكأن هذا الحكم غير دقيق ولابد أن شيئا ما خطأ لأن الله الذى نزل هذا القرآن لا يخفى عليه شئ ويعرف ما فى قلوبنا جميعا ولكن لأن الآية الكريمة تقول إن فريقا منهم كانوا يسمعون كلام الله ثم يحرفونه الكلام بلا تعميم ومنطبق بدقة على كل حال
-قوله تعالى (ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون )معصية مركبة كيف ذلك ؟
لأنهم سمعوا كلام الله وعقلوه وعرفوا العقوبة على المعصية ثم بعد ذلك حرفوه
-لقد قرأوه فى التوراة وقرأوا وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انهم يعرفونه كأبنائهم ثم حرفوا كلام الله وهم يعلمون
-ومعنى التحريف تغيير معنى الكلمة كانوا يقولون السأم عليكم بدلا من السلام عليكم
ولم يتوقف الأمر عند التحريف بل تعداه الى ان جاءوا بكلام من عندهم وقالوا انه من التوراه
هكذا نكون قد انتهينا من خواطر هذه الآية التى نحن بصددها وغدا بإذن الله تعالى سنبدأ خواطر حول آية جديدة