U3F1ZWV6ZTM4NzkwMzQ5ODA4X0FjdGl2YXRpb240Mzk0NDExNDQwNzM=
وقفات لخواطر الإمام في بعض آي القرآن " الحلقه 192"

إعداد و تقديم إيناس أبو سيف
والآن سنبدأ فى خواطر حول آية جديدة وهى قوله تعالى (وإذا لقوا الذين ءامنوا قالوا ءامنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالواأتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون )
وسنتعرف من خلال هذه الآية عن من تتحدث هذه الآيات ؟
هل البشر مقسمون بين مؤمن وكافر أم
ان هناك فريق آخر ؟ما تعريف كل فريق ؟
وما هى الآية التى تتشابة مع الآية التى نحن بصددها ؟وما الفرق بينهما ؟
وهل هناك آيات أخرى غير الآية السابقة تتشابة مع تلك الآية ؟
ما يدلنا عليه قوله تعالى (أتحدثونهم بما فتح الله عليكم )؟
-اولا عن من تتحدث هذه الآية ؟
تتحدث هذه الآية عن صورة من صور نفاق اليهود
-والناس مقسمون إلى ثلاث :
مؤمنون وكافرون ومنافقون
المؤمن :أنسجم مع نفسه ومع الكون الذى يعيش فيه
والكافر :أنسجم مع نفسه ولم ينسجم مع الكون
المنافق:لا أنسجم مع نفسه ولا مع الكُون فهو يقول ما لا يؤمن به وفى داخل نفسه يؤمن بما لا يقول والكون كله يلعنه
وفى الآخرة هو فى الدرك الأسفل من النار
-وهذه الآية تتشابة مع آية تحدثنا عنها فى أول السورة وهى قوله تعالى (وإذا لقوا الذين ءامنوا قالوا ءامنا وإذا خلوا الى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءون)١٤سورة البقرة
فى الآية الأولى كان الدور لليهود وكان هناك منافقون من غير اليهود وشياطينهم من اليهود وهنا الدور من اليهود والمنافقين من اليهود
-الحق سبحانه وتعالى يقول :(وإذا لقوا الذين ءامنوا قالوا ءامنا )هل الإيمان كلام ؟
الايمان يقين فى القلب وليس كلاما باللسان
والاستدلال على الايمان بالسلوك فلا يوجد انسان يسلك سبيل المؤمنين نفاقا أو رياء يقول آمنت نفاقا ولكن سلوكه لا يكون سلوك المؤمن ولذلك كان سلوكهم هو الذى يفضحهم
-يقول تعالى (وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم )
وفى سورة أخرى يقول الحق :(وإذا لقوكم قالوا ءامنا وإذا خلوا عضوا عليكم الانامل من الغيظ)من الآية١١٩سورة آل عمران
وفى سورة المائدة (وإذا جاءوكم قالوا ءامنا وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به )من الآية ٦١سورة المائدة
-هنا أربع صور من صور المنافقين كلها فيها التظاهر بايمان كاذب
فى الآية الأولى (وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم )
وفى الآية الثانية (إذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم )
وفى الآية الثالثة (عضوا عليكم الأنامل من الغيظ )
وفى الآية الرابعة (وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به )
-إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما بعث اليهود يقولون للمؤمنين هذا هو نبيكم موجود عندنا فى التوراة أوصافه كذا حينئذ كان أحبار اليهود ينهونهم عن ذلك ويقولون لهم (أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم )
فكأنهم علموا صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنهم أرادوا أن يخفوها
-إن الغريب أنهم يقولون (بما فتح الله عليكم )وإذا كان هذا فتحا من الله فلا فضل لهم فيه ولو أراد الله لهم الفتح لآمنت القلوب
وغدا بإذن الله تعالى سنكمل باقى الخواطر حول نفس الآية التى نحن بصددها وسنتعرف من خلالها ما معنى المحاجة ؟ومثال لمعنى المحاجاة من القرآن وشرحه؟وما المقصود بقوله تعالى (أفلا تعقلون)؟