U3F1ZWV6ZTM4NzkwMzQ5ODA4X0FjdGl2YXRpb240Mzk0NDExNDQwNzM=
وقفات لخواطر الإمام في بعض آي القرآن " الحلقه 193"

إعداد و تقديم إيناس أبو سيف
مازلنا فى الخواطر حول قوله تعالى :(وإذا لقوا الذين ءامنوا قالوا ءامنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون )
وسنتعرف من خلال هذه الآية على ما المقصود بالمحاجة ؟
مثال لمعنى المحاجاة من القرآن وشرحه؟ما المراد بقوله تعالى :(أفلا تعقلون )؟
-قوله تعالى (ليحاجوكم به عند ربكم )
يدل أن اليهود المنافقين والكفار وكل خلق الأرض يعلمون أنهم من خلق الله وأن الله هو الذى خلقهم وما داموا يعلمون ذلك فلماذا يكفرون بخالقهم؟
-(ليحاجوكم به )أى لتكون حجتهم عليكم قوية عند الله
-ولكنهم لم يقولوا عند الله بل قالوا( عند ربكم )
-المحاجة معناها أن يلتقى فريقان لكل منهما وجهة نظر مختلفة وتقام بينهما مناظرة يدل فيها كل فريق بحجته
-مثال لتوضيح ذلك اقرأ قوله تعالى :(ألم تر إلى الذى حاج إبراهيم فى ربه أن ءاتاه الله الملك )من الآية ٢٥٨سورة البقرة
هذه هى المناظرة التى حدثت بين إبراهيم عليه السلام والنمرود الذى آتاه الله الملك ماذا قال إبراهيم ؟
(إذا قال إبراهيم ربى الذى يحى ويميت )
من الآية ٢٥٨سورة البقرة
هذه كانت حجة إبراهيم عليه السلام فى الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى فرد عليه النمرود بحجة مزيفة قال أنا أحيى وأميت
ثم جاء بواحد من جنوده وقال لحراسه اقتلوه فلما اتجهوا اليه قال اتركوه ثم ألتفت إلى ابراهيم عليه السلام (قال أنا أحيى وأميت )من الآية ٢٥٨ سورة البقرة
-جدل عقيم لأن هذا الذى أمر النمرود بقتله كان حيا وحياته من الله والنمرود حين قال اقتلوه لم يمته ولكنه أمر بقتله
-وهناك فرق بين الموت والقتل
القتل أن تهدم بنية الجسد فتخرج منه الروح لأنه لا يصلح لإقامتها
أما الموت أن تخرج الروح من الجسد والبنية سليمة لم تهدم
-الذى يميت هو الله سبحانه وتعالى ولذلك يقول الحق تبارك وتعالى:(وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإين مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم )من الآية ١٤٤سورة آل عمران
-والنمرود لو قتل هذا الرجل ما كان يستطيع أن يعيده إلى الحياة ولكن إبراهيم عليه السلام لم يكن يريد أن يدخل فى مثل هذا الجدل العقيم الذى فيه مقارعة الحجة بالحجة يمكن فيه الجدال والزيف ولذلك جاء بالحجة البالغة التى لا يستطيع النمرود أن يجادل فيها :(قال إبراهيم فإن الله يأتى بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذى كفر والله لا يهدى القوم الظالمين )من الآية ٢٥٨ سورة البقرة
-هذا هو معنى الحاجة كل طرف يأتى بحجته وما داموا يحاجونكم عند ربكم وهم يعتقدون أن القضية لن تمر أمام الله بسلام لأنه رب الجميع وسينصف المظلوم من الظالم إذًا كانت هذه هى الحقيقة فهل أنتم تعملون لمصلحة من ؟
انفسكم الجواب لا لو كنتم تعلمون الصواب ما كنتم وقعتم فى هذا الخطأ فهذا ليس فتحا
-وقوله تعالى (أفلا تعقلون )ختام منطقى للآية لأن من يتصرف تصرفهم ويقول كلامهم لا يكون عنده عقل
الذى يقول (ليحاجوكم به عند ربكم )
يكون مؤمنا بأن له ربا ثم لا يؤمن به ولا يخافه لا يمكن أن يتصف بالعقل
-وبذلك نكون قد انتهينا من الخواطر حول هذه الاية التى نحن بصددها
وغدا بإذن الله تعالى سنبدأ خواطر حول آية جديدة