-->
U3F1ZWV6ZTM4NzkwMzQ5ODA4X0FjdGl2YXRpb240Mzk0NDExNDQwNzM=
الاتحاد
random
أخبار ساخنة

وقفات لخواطر الإمام في بعض آي القرآن " الحلقه 194"

 



إعداد و تقديم إيناس أبو سيف
والآن سنبدأ فى خواطر حول آية جديدة وهى قوله تعالى :(أولا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون)
وسنتعرف من خلال خواطر هذه الآية على ما هو السر ؟وما هو العلن ؟
ولماذا بدأ ما يسرون ثم ما يعلنون ؟وشرح ذلك ؟
-يبين الله لنا بأنه يعلم امرهم وما يفعلون 
لقد ظنوا أن الله غافل عندما خلا بعضهم إلى بعض وقالوا (أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم )
الله علم وسمع وعندما يلاقى المنافقون المؤمنين ويقولون آمنا 
(وإذ خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ )
هذا انفعال حركى ليس فيه كلام يقال ولكن فيه واقع يرى ومع ذلك فهو ليس سرا 
-ما هو السر ؟ما هو العلن ؟
الأمر المعلن هو الذى يخرج منك إلى من عنده آلة السماع ليسمعك 
والأمر المعلن يخرج منك إلى من عنده آلة الرؤية ليراك فإن كان حركة بلا صوت فهذا عدته العين 
وإن كان بصوت فعدته الأذن هذه وسائل الإدراك الأصلية 
-لماذا بدأ بما يسرون ثم ما يعلنون ؟
ألم يكن أولى أن يقول سبحانه يعلم ما يعلنون وما يسرون ؟
وإذا كان يعلم ما نسر أفلا يعلم ما نعلن ؟!
لاشك أنه يعلم ولكنها دقة فى البلاغة القرآنية ذلك أن المتكلم هو الله سبحانه وتعالى 
-ونحن نعلم أن الله غيب وغيب يعنى مستور عن حواسنا 
وما دام الله غيبا فهو يعلم الغيب المستور 
فمثلا إذا كان هناك شخص فى المنزل ثم يقول أنا أعلم ما فى المنزل وما هو خارج المنزل 
لوقال أنا اعلم ما فى المنزل لقلنا له أنت داخله فلا غرابة فى ذلك ولكنك مستور عما فى الخارج فكيف تعلمه ؟
-وما دام الله غيبا فقوله ما يسرون أقرب لغيبه
-ما يعلنون هى التى تحتاج لوقفة لا تظنون أن الله تبارك وتعالى لأنه غيب لا يعلم إلا ما هو مستور وخفى فقط 
لا إنه يعلم المشهود والغائب إذن فالمناسب لأن الله غيب عن أبصارنا وكوننا لا ندركه أن يقول ما يسرون أولا
-ما معنى ما يسرون ؟
السر هو ما  لم تهمس به إلى غيرك لأن همسك للغير لم يعد سرا 
لكن السر هو ما تسره  فى نفسك ولا تهمس به لأحد من الناس وإذا كان السر هو ما تسره  فى نفسك 
-فالعلن هو ما تجاهر به ويكون علنا ما دام قد علمه اثنان 
والعلن عند الناس واضح والسر عندهم خفى والله سبحانه وتعالى حين يخبرنا أنه غيب فليس معنى ذلك أنه لا يعلم إلا غيبا 
إنه يعلم السر والعلن 
-والله جل جلاله يقول فى القرآن (يعلم السر وأخفى )من الآية ٧سورة طه 
فإذا كان السر هو ما تخفيه فى نفسك وله واقع داخلك 
(ما هو أخفى )هو أن الله يعلم أنك ستفعله قبل أن تفعله ويعلم أنه سيحدث منك قبل أن يحدث منك 
-وبذلك نكون قد أنتهينا من الخواطر حول الآية التى نحن بصددها 
وغدا بإذن الله تعالى سنبدأ فى خواطر حول آية جديدة


الاسمبريد إلكترونيرسالة