U3F1ZWV6ZTM4NzkwMzQ5ODA4X0FjdGl2YXRpb240Mzk0NDExNDQwNzM=
وقفات لخواطر الإمام في بعض آي القرآن" الحلقه 196"

إعداد و تقديم إيناس أبو سيف
والآن مازلنا فى الخواطر حول قوله تعالى :(ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أمانى وإن هم إلا يظنون )
وسنتعرف من خلال خواطر هذه الآية على ما هى الأمانى ؟
وما هى الأمنية ؟
وما تفسير المستشرقين فى قوله تعالى :(وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبى إلا إذا تمنى ألقى الشيطان فى أمنيته )؟
ولماذا جاءت فى الآية الكريمة بكلمتى رسول ونبى ؟
-ما هى الأمانى ؟
إنها تطلق مرة بدون تشديد الياء
ومرة بتشديد الياء
فإن كانت بالتخفيف تكون جمع أمنية
وإن كانت بالتشديد تكون جمع أمنية بالتشديد على الياء
-الأمنية تجدها فى القرآن الكريم فى قوله تعالى :(ليس بأمانيكم ولا أمانى أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به )من الآية ١٢٣سورة النساء
-هذا بالنسبة للجمع أما بالنسبة للمفرد فى قوله تعالى (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبى إلا إذا تمنى ألقى الشيطان فى أمنيته )
من الآية ٥٢سورة الحج
-ما هى الأمنية ؟
الأمنية هى الشئ الذى يحب الانسان أن يحدث ولكن حدوثه مستحيل إذن لن يحدث ولن يكون له وجود ولذلك قالوا إن من معانى التمنى إختلاق الاشياء
-الشاعر الذى قال :
ألا ليت الشباب يعود يوما
فأخبره بما فعل المشيب
هل الشباب ممكن أن يعود ؟طبعا مستحيل هذا شئ لن يحدث
-والشاعر الذى قال ؛
ليت الكواكب تدنو لى فأنظمها
عقود مدح فما أرضى لكم كلم
هل النجوم ستنزل من السماء وتأتى الى هذا الشاعر ينظمها أبيات شعر إلى حبيبته
إذا من معانى التمنى الكذب والاختلاق
-لقد فسر المستشرقين قول الله تعالى :(وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبى إلا إذا تمنى (أى قرأ)ألقى الشيطان فى أمنيته (أى فى قراءته )
وطبعا الشيطان لن يلقى فى قراءة الرسول إلا كذبا وإفتراء وكفرا
-إقرأ قوله سبحانه :(أفرءيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرة ألكم الذكر وله الأنثى تلك إذا قسمة ضيزى )
١٩-٢٢سورة النجم
-قال أعداء الاسلام ما دام قد ذكر فى القرآن أسماء الغرانيق وهى الأصنام التى كان يعبدها الكفار ومنهااللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى إذا فشفاعة هذه الاصنام ترتجى فى الآخرة وهذا كلام لا ينسجم مع منطق الدين كله الذى يدعو لعبادة الله الواحد الأحد
-وخرج المستشرقون من ذلك بأن الدين فعلا يدعو لعبادة الله وحده
إذا فيكون الشيطان قد ألقى فى أمنيته فيما يقوله رسول الله ثم أحكم الله سبحانه وتعالى آياته فقال تعالى :(إن هى إلا أسماء سميتموها أنتم وءاباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان )من الآية ٢٣سورة النجم
وهم يريدون أن يشككوا فى أنه من الممكن أن يلقى الشيطان بعض أفكاره فى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن الله سبحانه وتعالى ينسخ ما يلقى الشيطان ويحكم آياته
إن الله جل جلاله لم يترك وحيه لعبث الشيطان ولذلك سنبحث الآية بعيدا عن كل ما قيل
نقول لو أنك تنبهت إلى قول الله تعالى :(وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبى إلا اذا تمنى)
لو قلنا تمنى بمعنى قرأ ثم أن الله ينسخ ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته
إذا هو سبحانه لن يترك رسوله يخطئ وبذلك ضمنا أن كل ما ينتهى إليه الرسول صواب وإن كل ما وصلنا عن الرسول محكم فنطمئن إلى أنه ليس هناك شئ يمكن أن يلقيه الشيطان فى تمنى الرسول ويصلنا دون أن ينسخ
-فإذا قلنا أن الله ينسخ ما يلقى الشيطان ما الذى جعلكم تعرفون ما القاه الشيطان مادام الرسول لم يقل لكم الا المحكم
-من هو الرسول ؟
بشر أوحى إليه بمنهج وأمربتبليغه
-من هو النبى ؟
بشر أوحى اليه بمنهج ولم يؤمر بتبليغه وما دام لم يؤمر بتبليغه يكون خاصا بهذا النبى ويكون النبى قدوة سلوكية لأنه يطبق منهج الرسول الذى قبله فهو لم يأت بجديد
-الآية الكريمة جاءت بكلمتى رسول ونبى
إذا كان معنى أمنية الشيطان مستقيما بالنسبة للرسول فهو غير مستقيم بالنسبة للنبي لأن النبى لا يقرأ شيئا
وما دام النبى ذكر فى الآية فلايد أن يكون للتمنى معنى آخر غير القراءة لأن النبى لم يأت بكلام يقرؤه على الناس فكأنه سيقرأ كلاما محكما ليس فيه أمنية الشيطان أى قراءته
-إن التمنى لا يأتى بمعنى قراءة الشيطان وأمنية الرسول والنبى أن ينجحا فى مهمتهما
فالرسول كمبلغ لمنهج الله
النبى كأسوة سلوكيه المعنى يختلف
الرسول أمنيته أن يبلغ منهج الله والشيطان يحاول أن ينزع المنهج من قلوب الناس هذا هو المعنى
-والله سبحانه وتعالى حين يحكم آياته ينصر الايمان ليسود منهج الله فى الارض وتنتظم حركة الناس هذا هو المعنى
-وكلمة تمنى فى هذه الآية الكريمة بمعنى أن الرسول أو النبى يحب أن يسود منهجه الأرض والشيطان يلقى العراقيل والله يحكم آياته وينصر الحق ويجب أن نفهم الآية على هذا المعنى وبهذا ينتقى تماما ما يدعيه المستشرقون من ان رسول الله حينما كان يقرأ ما يوحى اليه يستطيع الشيطان ان يتدخل ويضع كلاما فى الوحى مستحيل
-وغدا باذن الله تعالى سنكمل باقى الخواطر حول الاية التى نحن بصددها