مرت العلاقات المصرية الأمريكية بالكثير من التحديات منذ أحداث ثورتى 2011 ، 2013 وظهر ذلك واضحة خلال تعامل الإدارة الأمريكية مع القيادة المصرية فى ذلك الوقت مع تجميد بعض المساعدات الاقتصادية والعسكرية ورفضها أيضا صيانة بعض الطائرات الحربية التى كانت تحتاج بعض قطع الغيار والصيانة ... ألخ .
وتتجه العلاقات الآن نحو شراكة من نوع جديد حيث يعد كل طرف إدراكه للقيمة الشاملة للآخر وللشراكة الخاصة بينهما وهو الأمر الذي كشفه الحوار الإستراتيجي المصر الأمريكي أخيرا والذى عقد فى واشنطن يومى 8 و 9 نوفمبر 2021 وجاء الحوار الإستراتيجي نتاجا للتحولات المصرية الأمر الذى أدرك معه الجميع ان مصر الجديدة محل جدارة بثقة الجميع وأن الدور المصرى هو صمام الأمان ليس فقط للأمن الإقليمى ولكن للأمن العالمى ذلك كله ماظهر جليا فى خلال إجتماع الوزير المصرى سامح شكرى مع الوزير الأمريكي وحديثه عن دور مصر فى القضايا العالمية والدور الذى تلعبه مصر فى الملفات الكبرى فى الشرق الأوسط وانتهاءً بعلاقات البلدين فى مجالات البحث العلمى والأكاديمي والثقافى والشراكة المجتمعية الشعبية بين البلدين وكما ظهر من خلال المباحثات بين الوزيرين أن الإدارة الأمريكية ترغب فى إشراك مصر ومنحها دورا كبيرا فى الشرق الأوسط حيث أن مصر قد حازت على ثقة الإدارة الأمريكية نتيجة ماتقوم به من إنجازات داخلية كبيرة وانجازات خارجية أيضا فى محيطها الإقليمى كان آخرها إنهاء الاشتباكات بين حماس وإسرائيل وأيضا محاربتها الإرهاب والقضاء عليه والدور الكبير أيضا لمصر فى معالجة الملف الليبى .
كما إتساع المناقشات أيضا لتشمل ملفات الطاقة والإقتصاد والشراكة العسكرية الدفاعية .. وأيضا القضيه الفلسطينية .. وملفات السودان والعراق ولبنان وسوريا وأمن الخليج وشرق المتوسط وموضوع السد الأثيوبى .
ومن خلال إلقاء نظرة على مجمل القضايا التى تناولها الحوار الإستراتيجي المصرى الأمريكي يتضح ان هناك الكثير من المصالح المشتركة ومساحة للتوافق وان الفترة الأخيرة قد شهدت تقاربا فى الرؤى والمصالح حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية وتأتي القضية الفلسطينية فى مقدمة هذه الأولويات المشتركة حيث يعمل الجانبان على الوصول إلى اتفاق ممتد لوقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل للوصول لاتفاق كامل للانسحاب من جميع الأراضى العربية المحتلة وعودة اللاجئين الفلسطينيين وتسليم القدس الشرقية كعاصمة للشعب الفلسطيني .
كما أكدت الولايات المتحدة الأمريكية حق مصر فى مياة نهر النيل والحق فى الحياة .
حتى فى اتفاقية المناخ والاحتباس الحرارى أصبحت مصر رئيسا بل جذبت الإقليم المنتج للطاقة والغاز ليلعب دورا مؤثرا رئيسيا فى مواجهة هذه التأثيرات المناخية الضارة .
إذن أظهر الحوار أنه قد أسس
لعودة العلاقات المصرية الأمريكية لاطارها التقليدى القائم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة .
وهناك شواهد دالة على أنه ستصاحبه تغيرات مستقبلية فى طبيعة العلاقات المصرية - الأمريكية.