إعداد وتقديم : إيناس أبو سيف
( الحلقة 55)
والآن سنبدأ فى قوله تعالى:(وإذا قيل لهم لا تفسدوا فى الأرض قالوا إنما نحن مصلحون)
الفسادفى الأرض هو أن تعمد إلى الصالح فتفسده
وأقل ما يطلب منك فى الدنيا أن تدع الصالح لصلاحه ولا تتدخل فيه لتفسده
-فإن شئت أن ترتقى إيمانيا تأتى للصالح وتزيد من صلاحه فإن جئت للصالح وأفسدته فقد أفسدت فسادين
لأن الله سبحانه وتعالى اصلح لك مقومات حياتك فى الكون فلم تتركها على الصلاح الذى خلقت به وكان تركها فى حد ذاته بعدا عن الفساد بل جئت إليها وهى صالحة بخلق الله لها فافسدتها فأنت لم تستقبل النعمة الممنوحة لك من الله بأن تتركها تؤدى مهمتها فى الحياة ولَم تزد فى مهمتها صلاحا ولكنك جئت إلى هذه المهمة فافسدتها
-فلو أن هناك بئرا يشرب منها الناس فهذه نعمة لضرورة حياتهم تستطيع انت بأسباب الله فى كوّن الله أن تأتى ونصلحها بأن تبطن جدرانها بالحجارة حتى تمنع انهيار الرمال داخلها أو أن تأتى بحبل وإناء حتى تعين الناس على الوصول الى مياهها ولكنك إذا جئت وردمتها تكون قد أفسدت الصالح فى الحياة
-وهكذا المنافقون أنزل الله تعالى منهجا للحياة الطيبة للإنسان على الأرض وهؤلاء المنافقين بذلوا كل ما فى جهدهم لإفساد هذا المنهج بأن تآمروا ضده وادعوا أنهم مؤمنون به ليطعنوا الإسلام من داخله
-ولقد تنبه أعداء الاسلام الى ان هذا الدين القوى الحق لا يمكن أن يتأثر بطعنات الكفر بل يواجهها ويتغلب عليها فما قامت معركة بين حق وباطل إلا انتصر الحق
ولقد حاول أعداء الاسلام يواجهوه سنوات طويلة لكنهم عجزوا ثم تنبهوا إلى أن هذا الدين لا يمكن أن يهزم إلامن داخله وأن استخدام المنافقين فى الإفساد هو الطريقة الحقيقية لتفريق المسلمين
-فانطلقوا إلى المسلمين اسما ليتخذوا من الحرية التى يوجهونها ضد الاسلام وظهرت مذاهب واختلافات وما أسموه العلمانية واليسارية وغير ذلك كل هذا قام به المنافقون فى الاسلام وغلفوه بغلاف اسلامى ليفسدوا فى الأرض ويحاربوا منهج الله
-وإذا لفت المؤمنون نظرهم إلى أنهم يفسدون فى الارض وطلبوا منهم أن يمتنعوا عن الإفساد ادعوا أنهم لا يفسدون ولكنهم يصلحون وأى صلاح فى عدم اتباع منهج الله والخروج عليه بأى حجة من الحجج؟
وغدا سنبدأ بإذن الله تعالى فى الخواطر حول قوله تعالى:(ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون)

