U3F1ZWV6ZTM4NzkwMzQ5ODA4X0FjdGl2YXRpb240Mzk0NDExNDQwNzM=
وقفات لخواطر الإمام في بعض آي القرآن " ١٦٣"
إعداد وتقديم : إيناس أبو سيف
سنبدأ الآن فى خواطر حول آية جديدة وهى قوله تعالى :(إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من ءامن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون)
و سنتعرف من خلالها على مراحل تطور الايمان عند الانسان حسب الترتيب الزمنى ؟
ومن الذين سيفصل الله بينهم يوم القيامة؟
-بعد ان تحدث الحق سبحانه وتعالى عن بنى إسرائيل وكيف كفروا بنعمه أراد أن يعرض لنا حساب الامم التى سبقت أمم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة
-عندما خلق الله آدم وأنزله ليعمر الأرض أنزل معه الهدى واقرأ قوله تعالى:(فإما يأتينكم منى هدى فمن تبع هداى فلا يضل ولا يشقى)١٢٣سورة طه
-مفروض أن آدم أبلغ المنهج لأولاده وهؤلاء أبلغوه لأولادهم وهكذا وتشغل الناس الحياة وتطرأ عليهم الغفلة ويصيبهم طمع الدنيا وجشعها ويتبعون شهواتهم فكان لابد من رحمة الله لخلقه أن يأتى الرسل ليذكروا وينذروا ويبشروا
-إن الآية الكريمة تقول :(إن الذين ءامنوا)
أى إيمان الفطرة الذى نزل مع آدم إلى الأرض وبعد ذلك جاءت أديان كفر الناس بها فأبيدوا من على الأرض كقوم نوح ولوط وفرعون وغيرهم
-وجاءت أديان لها اتباع حتى الآن كاليهودية والنصرانية والصابئيه
والله سبحانه وتعالى يريد ان يجمع كل ما سبق رسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
ورسول الله صلى الله عليه وسلم جاء لتصفية الوضع الايمانى على الأرض
-إذا الذين آمنوا أولا سواء مع آدم أو مع الرسل الذين جاءوا بعده لمعالجة العداءات التى وقعت ثم الذين تسموا باليهود والذين تسموا بالنصارى والذين تسموا بالصابئة
فالله تبارك وتعالى يريد أن يبلغهم لقد انتهى كل هذا
فمن آمن بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون فكأن رسالته عليه الصلاة والسلام جاءت لتصفية كل الأديان السابقة
-وكل إنسان فى الكون مطالب بأن يؤمن بسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام فقد دعى الناس كلهم إلى الايمان برسالته ولو بقى إنسان من عهد آدم أو من عهد إدريس أو من عهد نوح أو إبراهيم أو هود واولئك الذين نسبوا إلى اليهودية وإلى النصرانية وإلى الصابئة كل هؤلاء مطالبون بالإيمان بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والتصديق بدين الإسلام
فالإسلام يمسح العقائد السابقة فى الأرض ويجعلها مركزة فى دين واحد الذين آمنوا بهذا الدين (لا خوف عليهم ولا هم يحزنون)
والذين لم يؤمنُوا لهم خوف وعليهم حزن وهذا إعلان بوحدة دين جديد ينتظم فيه كل من فى الأرض إلى قيام الساعة
-إما الذين ظلوا على ما هم عليه ولم يؤمنوا بالدين الجديد لايفصل الله بينهم إلايوم القيامة لذا جاءت فى الآية(١٧) فى سورة الحج التى تضمنت الحساب والفصل يوم القيامة جاء فيها كل من لم يؤمن بدين سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام بما فيهم المجوس والذين أشركوا
ففى هذه الاية قال تعالى:(إن الذين ءامنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شئ شهيد)
-والحق تبارك وتعالى أراد أن يرفع الظن عمن تبع دينا سبق الاسلام وبقى عليه بعد الاسلام وهو يظن أنه نافعه نقول له
إن الحق سبحانه وتعالى قد حسم هذه القضية فى قوله تعالى :(ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه )من الآية ٨٥سورة آل عمران
وقوله جل جلاله :(إن الدين عند الله الإسلام )من الآية ١٩آل عمران
-إذا التصفية النهائية لموكب الإيمان والرسالات فى الوجود قد حسمت فالذى آمنوا بسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام لا يخاف ولا يحزن يوم القيامة والذى لم يؤمن يقول الله تبارك وتعالى :(إن الله يفصل بينه يوم القيامة )
إذا الذين آمنوا هم الذين ورثوا الكتاب من عهد آدم
-وغدا بإذن الله تعالى سنكمل باقى الخواطر حول نفس الآية وسنتعرف من خلالها من هم الذين هادوا ولما سموا بذلك ؟ومن النصارى ؟واختلاف العلماء فى المقصود بالصابئة؟