-->
U3F1ZWV6ZTM4NzkwMzQ5ODA4X0FjdGl2YXRpb240Mzk0NDExNDQwNzM=
الاتحاد
random
أخبار ساخنة

وقفات لخواطر الإمام في بعض آي القرآن " الحلقة ١٦٥"

 


إعداد وتقديم : إيناس أبو سيف



ما زلنا فى تكملةالخواطر حول قوله تعالى:(إن الذين ءامنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من ءامن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون)
وسنتعرف من خلالها لماذا جاء بالصابئين  متأخرة ومنصوبة فى هذه الآية التى نحن بصددها ؟بينما جاءت فى سورة المائدة فى قوله تعالى :(إن الذين ءامنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى)بالرفع ؟
ولماذا عطف الله سبحانه وتعالى الإيمان على العمل فى قوله تعالى :(ءامن وعمل صالحا )؟
-نلاحظ أن الله سبحانه وتعالى جاء بالصابئين فى سورة البقرة متأخرة عن النصارى لأنهم فرقة قليلة لا تمثل جمهرة كثيرة كالنصارى 
-اما ان (الصابئين )جاءت منصوبة نقول ان هذا الكلام يدخل فى قواعد النحو 
الآية تقول (إن الذين آمنوا )نحن نعرف أن (إن)تنصب المبتدأ وترفع الخبر 
(فالذين)مبنى على انه اسم موصول فى محل نصب إسم إن 
(والذين هادوا ) معطوف على الذين ءامنوا يكون منصوبا أيضا 
(والنصارى)معطوف أيضا على اسم إن 
(الصابئين)معطوف أيضا منصوب بالياء لانه جمع مذكر سالم 
-لكن فى آية سورة المائدة قال تعالى (إن الذين ءامنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى)
تقدمت الصابئون ورفعت 
(الذين آمنوا )اسم إن 
(الذين هادوا )معطوف 
و (الصابئون )كان القياس إعرابيا أن يقال والصابئين وبعدها النصارى معطوفة
-ولكن كلمة (الصابئون )توسطت بين اليهود والنصارى وكسر اعرابها بشكل لا يقتضيه الظاهر 
وللعرب أذن مرهفة لغويا فمتى سمع الصابئين التى جاءت معطوفة على اسم إن تأتى بالرفع يلتفت لفتة قسرية ليعرف السبب
-حين تولى أباجعفر المنصور الخلافة وقف على المنبر ولحن لحنة أو اخطأ فى نطق الكلمة وكان هناك اعرابي يجلس فآذت اذنيه واخطأ المنصور للمرة الثانية فحرك الاعرابى اذنيه باستغراب وعندما اخطأ للمرة الثالثة قام الاعرابى وقال :أشهد انك وليت هذا الامر بقضاء وقدر أى انك لا تستحق هذا 
-هذا هو اللحن الذى سمعه الاعرابى هز اذنيه 
فإذا جاء لفظ مرفوعا والمفروض ان يكون منصوبا فإن ذلك يجعله ينتبه أن الله له حكمه وعله فما هى العله ؟
-الذين آمنوا امرهم مفهوم والذين هادوا امرهم مفهوم والنصارى امرهم مفهوم أما الصابئون فهؤلاء لم يكونوا تابعين لدين ولكنهم سلكوا طريقا مخالفا فجاءت هذه الاية لتلفتنا أن هذه التصفية تشمل الصابئين ايضا فقدمتها ورفعتها لتلفت اليها الآذان بقوة 
-اما لماذا عطف الله سبحانه وتعالى الايمان على العمل الصالح ؟
لأن الايمان إن لم يقترن بعمل فلا فائدة منه 
والله يريد الايمان يسيطر على حركة الحياة بالعمل الصالح فيأمر كل مؤمن بصالح العمل وهؤلاء لا خوف عليهم ولا هم يحزنون فى الآخرة .
-وغدا بإذن الله تعالى سنبدأ فى خواطر حول آية جديدة وهى قوله تعالى (وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون)


الاسمبريد إلكترونيرسالة