U3F1ZWV6ZTM4NzkwMzQ5ODA4X0FjdGl2YXRpb240Mzk0NDExNDQwNzM=
وقفات لخواطر الإمام في بعض آي القرآن " الحلقه 197"
إعداد و تقديم : إيناس أبو سيف
مازلنا فى الخواطر حول قوله تعالى (ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أمانى وإن هم إلا يظنون)
وسنتعرف من خلال خواطر هذه الآية على المقصود من قوله تعالى (ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أمانى )
معناها أنه يأتى قوم لا يعرفون شيئا عن الكتاب إلا ظنا فيصدقهم هؤلاء الأميون دون علم
-وكأن الله سبحانه يريد أن يلفتنا إلى أن كثيرا من المذاهب الدينية فى الأرض ينشأ عن المبلغين لها
فهناك أناس يأتمنون آخرين ليقولوا لهم ما انتهت إليه الأحكام الشرعية ثم يأخذ منه الحكم ويطبقه دون أن يناقشه لأن علمه قد إنتهى عند السؤال عن الفتوى
-والحق سبحانه وتعالى كما يقول :(ولا تزر وازرة وزر أخرى )من الآية ١٦٤سورة الأنعام
أى لا يحمل أحدًا ذنب أحد يوم القيامة فيقول تعالى :(ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم )
-بعض الناس يظن أن الآيتين بينهما تعارض
نقول لا
من يرتكب إثما يحاسب عليه
ومن يضل غيره بفتوى غير صحيحة يحل له بها ما حرم الله فإنه يحمل معاصيه ومعاصى من أضل فيكون له وزر لأنه ضل ووزر لأنه أضل غيره بل وأكثر من ذلك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
"من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الاثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا "
-ولابد أن ننتبه إلى خطورة الفتوى فى الدين بغير علم
الفتوى فى الدنيا أقصى ما يمكن أن تؤدى إليه هو ان نجعلك تخسر صفقة لكن الفتوى فى الدين ستدوم عمرا طويلا
-قوله تعالى :(إن هم إلا يظنون )والظن كما قلنا هو نسبة راجحة ولكن غير مؤكدة
وإذا كان التمنى كما ورد فى اللغة هو القراءة فهؤلاء الأميون لا يعلمون الكتاب إلا قراءة لسان بلا فهم
-ولذلك قال الله سبحانه وتعالى عن اليهود :(مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا )من الآية ٥سورة الحج
وهكذا نرى أن هناك صنفا يحمل التوراة وهو لا يعرف عنها شيئا
والله جل جلاله قال إن مثله كالحمار ولكن أقل من الحمار لأن الحمار مهمته أن يحمل الأثقال ولكن الانسان ليست مهمته أن يحمل ما يجهل ولكن لابد أن يقرأ الكتاب ويعلم المطلوب منه
وبذلك نكون انتهينا من الخواطر حول هذه الآية التى نحن بصددها
وغدا بإذن الله تعالى سنبدأ فى خواطر حول آية جديدة