-->
U3F1ZWV6ZTM4NzkwMzQ5ODA4X0FjdGl2YXRpb240Mzk0NDExNDQwNzM=
الاتحاد
random
أخبار ساخنة

وقفات لخواطر الإمام في بعض آي القرآن " الحلقه 199"

 


   إعداد و تقديم : إيناس أبو سيف


ما زلنا فى الخواطر حول قوله تعالى :(فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون )
وسنتعرف من خلال خواطر هذه الآية على 
ألم يكن يكفى أن يقول الحق فويل للذين يكتبون الكتاب 
ويكون المعنى مفهوما؟يكتبون الكتاب بماذا؟
وماذا كان يفعل اهل الكتاب فى الماضى اذا اختلفوا فى شئ؟
وماذا فعل رجال الدين اليهودى والمسيحي فى الفتاوى التى تصدر عنهم ؟وما نتيجة ذلك ؟
-أولا ألم يكن يكفى أن يقول الحق فويل للذين يكتبون الكتاب ويكون المعنى مفهوما ؟
يكتبون الكتاب بماذا ؟
بأيديهم نقول لا 
لأن الفعل قد يتم بالأمر وقد يتم بالفعل 
رئيس الدولة مثلا يتصل بأحد وزرائه ويقول ألم أكتب إليك كتابا بكذا فلماذا لم تنفذه ؟
هو لم يكتب هذاالكتاب بيده ولكنهم كتبوه بأمره ورؤساء الدول نادرا ما يكتبون كتبا بأيديهم 
-إن الله سبحانه وتعالى يريد هنا أن يبين لنا مدى تعمد هؤلاء للإثم فهم لا يكتفون مثلا أن يقولوا لغيرهم اكتبوا 
ولكن لاهتمامهم بتزييف كلام الله سبحانه وتزويره يقومون بذلك بأيديهم ليتأكدوا بأن الأمر قد تم كما يريدون تماما 
فليست المسألة نزوة عابرة ولكنها مع سبق الاصرار والترصد 
وهم يريدون بذلك أن يشتروا ثمنا قليلا هو المال أو ما يسمى بالسلطة الزمنية 
يحكمون ويكون لهم نفوذ وسلطان 
-ماذا كان يفعل أهل الكتاب فى الماضى إذا اختلفوا فى شئ ؟
ذهبوا إلى الكهان والرهبان ليقضوا بينهم لماذا؟
لأن الناس حين يختلفون يريدون أن يستتروا وراء ما يحفظ كبرياءهم إن كانوا مخطئين يعنى لا أنهزم امامه ولا ينهزم أمامى وإنما يقول أرتضينا حكم فلان فإذا كنا سنلجأ إلى تشريع السماء ليحكم بيننا لا يكون هناك غالب ولا مغلوب أو منهزم ومنتصر ذلك حين أخضع أنا وأنت لحكم الله يكون كل منا راضيا بنتيجة هذا الحكم
-ماذا فعل رجال الدين اليهودى والمسيحى إذا تصدروا الفتوى؟
أخذوا يصدرون فتاوى متناقضة كل منهم حسب مصلحته وهواه ولذلك تضاربت الاحكام فى القضايا المتشابهة لأنه لم يعد الحكم بالعدل بل اصبح الحكم خاضعا لأهواء ومصالح البشر 
-وحينما يكتبون الكتاب بأيديهم ويقولون هذا من عند الله إنما يريدون أن يخلعوا على المكتوب قداسة تجعل الانسان يأخذه بلا مناقشة وبذلك يكون هم المشرعين باسم الله
ويكتبون مايريدون ويسجلونه كتابة 
وحين احس أهل الكتاب بتضارب حكم الدين بما أضافه الرهبان والأحبار بدأوا يطلبون تحرير الحكم من سلطة الكنيسة
وغدا بإذن الله سنكمل باقى الخواطر حول نفس الآية التى نحن بصددها


الاسمبريد إلكترونيرسالة