U3F1ZWV6ZTM4NzkwMzQ5ODA4X0FjdGl2YXRpb240Mzk0NDExNDQwNzM=
وقفات لخواطر الإمام في بعض آي القرآن " الحلقه 200"
إعداد و تقديم : إيناس أبو سيف
مازلنا فى الخواطر حول قوله تعالى :(فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون )
سنتعرف من خلال خواطر هذه الاية الكريمة على لماذا يكتب هؤلاء الناس الكتاب بأيديهم ويقولون هذا من عند الله؟
وما المقصود بقوله (وويل لهم مما يكسبون )؟
وما الفرق بين كسب واكتسب؟
-لماذا يكتب هؤلاء الناس الكتاب بأيديهم ويقولون هذا من عند الله ؟
الحق سبحانه وتعالى يقول :(ليشتروا به ثمنا قليلا)
وقد قلنا إن الانسان لا يشترى الثمن ولكنه يدفع الثمن ويشترى السلعةولكنك هنا تدفع لتأخذ ثمنا
تدفع من منهج الله وحكم الله فتغيره وتبدله لتأخذ ثمنا موقوتا
والله سبحانه وتعالى يعطيك فى الآخرة الكثير ولكنك تبيعه بالقليل وكل ثمن مهما بلغ تأخذه مقابل منهج الله يعتبر ثمنا قليلا
-والحق سبحانه وتعالى يقول :(فويل لهم مما كتبت أيديهم )
الآية الكريمة بدأت (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم) ثم جاء قوله تعالى( فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون )
فساعة الكتابة لها ويل وعذاب
وساعة بيع الصفقة لها ويل وعذاب
والذى يكسبونه هو ويل وعذاب
-لقد انتشرت هذه المسألة فى كتابة صكوك الغفران التى كانت تباع فى الكنائس لمن يدفع أكثر
-الحق سبحانه وتعالى يقول :(وويل لهم مما يكسبون )
كلمة كسب:تدل على عمل من اعمال جوارحك يجلب لك خيرا أو نفعا
وهناك كسب واكتسب
كسب تأتى بالشئ النافع
واكتسب تأتى بالشئ الضار
-ولكن فى هذه الآية الحق قال سبحانه :(وويل لهم مما يكسبون )
وفى آية أخرى قال :(بلى من كسب سيئة)
فلماذا تم هذا الاستخدام ؟
نقول إن هذا ليس كسبا طبيعيا
إنماهو افتعال فى الكسب اى اكتساب
-ولابد ان نفهم إنه بالنسبة لجوارح الانسان فإن هناك القول والفعل والعمل
بعض الناس يعتقد أن هناك القول والعمل نقول لا
هناك قول هو عمل اللسان
فعل هو عمل الجوارح الاخرى غير اللسان
وعمل هو ان يوافق القول الفعل
لذلك فإن الله سبحانه وتعالى يقول :(يأيها الذين آمنوا لما تقولون ما لا تفعلون )٢سورة الصف
إذا هناك قول وفعل وعمل
-والإنسان إذا استخدم جوارحه استخداما سليما يفعل ما هو صالح له فإذا انتقل إلى ما هو غير صالح إلى ما يغضب الله فإن جوارحه لا تفعل ولكنها تفتعل تتصادم ملكاتها مع بعضها البعض
والإنسان وهو يفتح الخزانة ليأخذ ماله يكون مطمئنا لا يخاف شيئا
والإنسان حين يفتح خزانة غيره يكون مضطربا وتصرفاته كلها افتعال
والإنسان مع زوجته منسجم فى هيئة طبيعية بعكس ما يكون فى وضع مخالف إنها حالة افتعال
-وكل من يكسب شيئا حراما افتعله ولذلك يقال عنه اكتسب
-إلا إذا تمرس واصبح الحرام لا يهزه أو ممن نقول عنهم معتادو الاجرام يفعل الشئ بلا افتعال لأنه اعتاد عليه
هؤلاء الذين وصلوا إلى الحد الذى يكتبون فيه بأيديهم ويقولون من عند الله اصبح الاثم لا يهزهم ولذلك توعدهم الله بالعذاب مرتين
هكذا نكون قد انتهينا من خواطر هذه الآية التى نحن بصددها
وغدا بإذن الله تعالى سنبدأ فى خواطر حول آية جديدة