U3F1ZWV6ZTM4NzkwMzQ5ODA4X0FjdGl2YXRpb240Mzk0NDExNDQwNzM=
وقفات لخواطر الإمام في بعض آي القرآن " الحلقه 177"

إعداد و تقديم : إيناس أبو سيف
والآن سنبدأ فى خواطر حول آية جديدة وهى قوله تعالى :(وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين )
وسنتعرف من خلال خواطر هذه الآية على لماذا أتى الله سبحانه وتعالى بحرف إذ ؟
ولماذا لم يأت بالعلة أو السبب أولا بل آتى بالقصة ثم أخبرنا فى آخرها عن السبب وتوضيح ذلك ؟
-نلاحظ هنا أن الله سبحانه وتعالى آتى بحرف (إذ )يعنى اذكروا
-(وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة )ولم يقل (لماذا أمرهم أن يذبحوا بقرة )
ولابد أن نقرأ الآيات إلى آخر القصة لنعرف السبب فى قوله تعالى (وإذ قتلتم نفسا فاداراءتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحى الله الموتى ويريكم ءايته لعلكم تعقلون )
-والمفروض فى كل الأمور أن الأمر تسبقه علته
ولكن هذه عظمة القرآن الكريم لأن السؤال عن العلة أولا معناه أن الأمر صادر من مساو لك
فإذا قال لك انسان افعل كذا وكذا تسأله لماذا ؟حتى اطيع الأمر وانفذه
إذا الأمر من المساوى لك هو الذى تسأل عن علته
-ولكن الأمر من غير المساوى كأمر الأب لإبنه والطبيب لمريضه والقائد لجنوده مثل هذا الأمر لا يسأل عن علته قبل تنفيذه لأن الذى اصدره احكم من الذى صدر إليه الأمر
-ولوان كل مكلف من الله أقبل على الأمر يسأل عن علته أولا فيكون قد فعل الأمر بعلته فكأنه قد فعله من أجل العلة ومن هنا يزول الإيمان
ويساوى أن يكون الانسان مؤمنا أو غير مؤمن ويكون التنفيذ الأمر بلا ثواب من الله
-إن الإيمان بجعل المؤمن يتلقى الأمر من الله طائعا عرف علته ام لم يعرف ويقوم بتنفيذه لأنه صادر من الله
ولذلك فإن تنفيذ أى أمر إيمانى يتم لأن الأمر صادر من الله وكل تكليف يأتى علة حدوثه هو الإيمان بالله
-ولذلك فإن الحق سبحانه وتعالى يبدأ كل تكليف بقوله تعالى:(ياأيها الذين ءامنوا )أى يامن آمنت بالله ربا وإلها وخالقا هذ من الله وافعل لأنك آمنت بمن أمرك
-وإذا طبقنا ذلك على الآية التى نحن بصددها
فجاء بالأمر بذبح البقرة أولا وبالعلة فى الآيات التى روت لنا علة القصة
-وانت حين تعبد الله فكل ما تفعله هو طاعة لله سبحانه وتعالى سواء عرفت العلة أو لم تعرفها
فأنت تؤدى الصلاة لأن الله تبارك وتعالى امرك بأن تصلى فلو أديت الصلاة على انها رياضة او انها وسيلة للاستيقاظ المبكر او انها حركات لازمة لليونة المفاصل فإن صلاتك تكون بلا ثواب ولا أجر
إن اردت الرياضة فاذهب الى النادى وليدربك احد المدربين وإن اردت اللياقة فهناك الف طريقة لذلك
وإن اردت عبادك الله كما أمرك فلتكن صلاتك التى فرضها الله عليك لأن الله فرضها وكذلك كل العبادات الأخرى
-الصوم ليس شعورا بالجوع والعطش ولا هو طريقة لعمل ريجيم ولكنه عبادة إن لم تصم تنفيذا لأمر الله بالصوم فلا ثواب لك وإن جعلت للصيام أى سبب إلا العبادة فإنه صيام لا يقبله الله
والله اغنى الشركاء عن الشرك فمن اشرك معه احدا ترك الله عملك لمن اشركته وكذلك كل العبادات
-هذا هو المفهوم الإيمانى الذى أراد الله سبحانه وتعالى أن يلفتنا اليه فى قصة بقرة بنى إسرائيل ولذلك لم يأت بالعلة أو السبب أولا بل أتى بالقصة ثم اخبرنا سبحانه فى آخرها عن السبب وسواء أخبرنا الله عن السبب أو لم يخبرنا فهذا لا يغير فى إيماننا بحقيقة ما حدث وإن القصة لها حكمة وإن خفيت علينا فهى موجودة
-وغدا بإذن الله تعالى سنكمل باقى الخواطر حول نفس الآية وسنتعرف من خلالها عن سبب آخر لاعطاء الله سبحانه وتعالى الأمر اولا فى قوله تعالى (إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة )؟
وما المقصود بكلمة قوم ؟
وما الفرق بين الأمر والالتماس والدعاء والرجاء ؟
ما تقييم سيدنا موسى لبنى إسرائيل بعد اتهامهم له بالاستهزاء بهم ؟